احذر هذه الكلمة
رُبَّ كلمة قالت لصاحبها دعني، نعم إنها كلمة الطلاق، تلك الكلمة الصغيرة في اللفظ الكبيرة في المعنى، الطلاق انفصال أو شق العرى بين الزوجين، والطلاق هدم للمجتمع، الطلاق تفريق الأسرة ضياء الأبناء، الطلاق جعله اللَّه أبغض الحلال، كلمة الطلاق كلمة تخرج من بين شفتي الرجل كالسهم، تصيب المقتل في الأسرة الصغيرة، فينتهي كل شيء ثم يفيق الزوج بعد فوات الأوان، فيندم حين لا ينفع الندم، الطلاق أصبح في مجتمعنا من أسهل الأمور أصبح أداة يستخدمها الزوج لتأديب زوجته، وأصبح أداة تستخدمها الزوجة للانتصار لنفسها.
ففي كل لحظة غضب أو خلاف تطلب الطلاق حتى كثر الطلاق في مجتمعنا، وتفككت الأسرة، وتهدم المجتمع، وانتشر البغضاء بين الناس كلهم، بسبب هذه الكلمة الصغيرة، إن السب الحقيقي وراء استخدام هذه الكلمة، أننا لم نعط لهذه الكلمة حجمها الحقيقي، ولا قيمتها الحقيقية.
وأصبحت على أطراف ألسنتنا، وهذه لعمري من ضعف الوازع الديني لدى البعض، إن الإسلام لم يجعل هذه الكلمة بيد الرجل إلا لأنه يدرك أن الرجل ذو عقل وتفكير سليم، فالرجل العاقل هو الذي يسعى للحفاظ على المجتمع وتماسك بنيانه بدلًا من تفتت المجتمع وتمزقه، فالرجل العاقل هو الذي يبني ولا ينطق بهذه الكلمة، إلا بعد مراجعة دقيقة لأمور حياته ومعالجة صحيحة لمشاكل أسرته؛ حيث يتخذ كافة السبل لحل تلك المشاكل، ولا يجعل غيره يحل معه تلك المشاكل إلا بعد أن يعي سبيل الرشاد.
فالرجل العاقل هو الذي يستعين باللَّه في حل مشاكله ويجعل هذه الكلمة هي نهاية المطاف، ولا تُنْطَقُ إلا بعد معالجة دقيقة؛ لأنه يترتب على هذه الكلمة تشتت الأسرة وهدم كيان المجتمع الإسلامي، فالإسلام يحث على قيام المجتمع وترابطه وتعاونه.
وقد اعتنى الإسلام بالأسرة عناية عظيمة فوضع لها أسسًا وأحكامًا، تكفل حفظها ورعايتها وجعل الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن اللَّه سمى العهد بين الزوجين بالميثاق الغليظ، فقال سبحانه وتعالى: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (النساء:21).
كيف يُقْطَع هذا الميثاق بكلمة سريعة، لا يدري صاحبها عن خطورتها فيتهدم بذلك كيان أسرة تعبوا في بنائها وعاشوا فيها أجمل أيام عمرهم؟
فلا بد من مراجعة دقيقة لأمور حياتنا.