المضادات الحيوية ..نعمة أم نقمة
الكسندر فلمنج العالم الاسكتلندي الذي لا تكاد تذكر المضادات الحيوية إلا ويذكر اسمه كونه أول مكتشف للبنسلين أول المضادات الحيوية المعروفة طبيا وإن كانت هناك محاولات بشرية على مدى التاريخ لعلاج الجروح والحروق بمواد من الطبيعة تساهم في شفاء الجروح ، وجاء الاكتشاف حين كان يبحث عن موضوع آخر فلاحظ عدم نمو البكتريا قرب نوع معين من *الفطريات ،فتوقع وجود مادة تقضي على البكتريا وهذا كان حلمه أثناء عمله في الجيش أن يجد مادة تقضي على الجراثيم دون أن تضر بالجسم ،فكان البنسلين والذي أحدث فارقا في مصابي الحرب العالمية الثانية وفاز فلمنج وزميلاه *فلورى وارنست تشين*اللذان ساهما في استخلاص البنسلين وأجريا التجارب عليه بجائزة نوبل عام ١٩٤٥.
ومنذ اكتشاف البنسلين توالت الاكتشافات وتنوعت المضادات الحيوية وانتشر استعمالها بشكل كبير حول العالم وأصبحت تجارة عالمية ضخمة وكما لكل شيء جانب مضيء فهناك جانب مظلم،
وهذا ما حصل من استخدام المضادات الحيوية بطريقة غير مبررة مما نشأ عنه أجيال من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية وهي تشكل تحديا كبيرا للبشرية لا يقل عن التحدي قبل اكتشاف البنسلين.
وصرحت منظمة الصحة العالمية في نوفمبر ٢٠١٥ :
مع تصعيد المنظمة لحربها ضد مقاومة المضادات الحيوية، أشار مسح جديد متعدد البلدان إلى الخطر الكبير الذي يهدد الصحة العمومية وما يكتنفه من لبس لدى الناس وعدم استيعابهم لكيفية الحيلولة دون نموه.
وذكرت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة للمنظمة عند إطلاق نتائج المسح *"إن ارتفاع المقاومة للمضادات الحيوية يمثل أزمة صحية عالمية، وأن الحكومات تدرك الآن أنها تمثل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العمومية في وقتنا هذا. فقد وصلت إلى مستويات خطيرة في جميع أنحاء العالم"، وأشارت إلى "أن مقاومة المضادات الحيوية تحد من قدرتنا على علاج الأمراض المعدية وتقوض الكثير من فرص التقدم في مجال الطب”.
وأحد أهم أسباب انتشار البكتريا المقاومة هو الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وبدون وصفة طبية أو بوصفة طبية غير صحيحة وخاصة في علاج نزلات البرد والزكام وهي التي لا تحتاج مضادا حيويا وإنما هي عبارة عن إصابة فيروسية لا تتأثر بالمضادات الحيوية وتتحسن تلقائيا بعد فترة من الوقت حتى قيل:
نزلة البرد بدون علاج ٧ أيام ومع العلاج أسبوع.
مع تقلبات الجو وانتشار نزلات البرد تزداد مسؤولية الطاقم الطبي من أطباء وصيادلة في الحرص على عدم انتشار مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية وكذلك مسؤولية المجتمع بزيادة وعيه وعدم الاصرار على وصف المضاد الحيوي أو شرائه من الصيدليات.
مع تمنياتنا بالصحة والعافية للجميع