عام جديد في طياته الكثير
يفرح الناس بقدوم عام جديد في طياته الكثير من الأماني والآمال ويتفاءل الناس بهذا العام كي يحققوا مايصبون إليه من أمور الدنيا
التي تسعى خلف الشهوات والملذات ومتاع الدنيا الزائف الزائل الذي يموت الإنسان ويتركه ليشغل به غيره ..
ولكن الحقيقة المرة التي ينساها الناس أو يتغافلون عنها ولا يذكرونها بألسنتهم ، أننا نتجه إلى نهاية الرحلة !! رحلة من يوم المولد ... إلى رحلة الموت .
كل يوم يمر ... أوشهر أو عام جديد يطل ، ماهو إلاّ إشارة إلى النقص من أعمارنا المحدودة ، وأننا نتقرب من قبورنا خطوة خطوة دون أن نشعر بها ، لاهين في السعي في أمور الدنيا وملذاتها ، وتحقيق الأهداف وعلو المناصب والشهرة ناسين أن هناك الحياة الأبدية التي يجب الإدخار لها . فالسعيد منّامن عمل لها ، والغافل الخاسر من فرطّ في محاسبة نفسه ولها مع اللاهين ..
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب فإن حساب الله عسير وعذابه أليم .. فأنت أنت وحدك الذي تسأل في قبرك ،أنت من يقرر أن تكون من عباده الصالحين وأنت الذي يقرر أن تكون من اللاهين بأفعالك وتفريطك في عبادة الله* وأنت الذي تعذب فيه لا غيرك وقال الله تعالى ؛(كُل إنسَانٍ أَلزمنَٰاه طٰائره في عُنقِه ،ونُخْرِجُ له يوم القيامة كتاباً يلقاهُ منشورا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليكَ حَسِيبًا) سورة الأسراء ١٣-١٤..نسأل الله لنا المغفرة ..
فقبل أن نودع عام ومجيء آخر* أمر يستدعي منا الوقوف مع أنفسنا وقفة جدية للمحاسبة الصادقة؛ وذلك لأن من غفل عن نفسه
تصرمت أوقاته، واشتدت عليه حسراته، وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره
عليه حجة، وتقوده أيامه إلى مزيد من الردى والشقوة
نقف.. نتذكر ...ونتأمل ... ماذا فعلنا ؟ ماذا فعلنا من حسنات ؟؟ وكم عدد الأموات الذين رحلوا عن دنيانا وكانوا مثلنا لاهين وأتاهم الموت حين غفلة ؟ عام نودعه* ، ومن يعلم أن العام الجديد هو العام الذي يودعنا ، ولنكن متيقنين بأننا نقترب من نهاية الرحلة إلى دار المساءلة والحساب ..
فاللهمّ اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك ، واجعل آخر كلامنا في الدنيا ( شهادة ألاّ إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله ) وكل عام وأحبتي بخير !