وطني ... ستبقى متصلا حيا
حكى لي أبي عن بلاد العرب التي تجول بها ، عن الخليج و ولبنان ومصر عن المغرب والشام وفلسطين والعراق , وزادني ذلك فخرا بأني من وطنٍ كبير ،، كبير ، وجميل فيه شواطئ وجبال وثلج وشمس وأنهار وصحارى ، وطني من الخليج إلى المحيط ونحن في قلبه، عاصمة عربية اسلامية سعودية ..
وطني .... لا استطيع أن أنتشل من الذاكرة تلك الصور ونحن على مقاعد الدراسة ومعلمة اللغة العربية . تترنم بقصيدة « عن الوطن » التي درسناها يومذاك, فنبَّهتنا إلى الوطن وسحر حب الوطن , فعشنا ذلك الحب وتجسد في ذواتنا معنى الوطن . لم تطلب منا حفظ العبارات الرنانة والقصائد الموزونة ولبس الشعارات !! ... بل علمتنا أن نكتشف الوطن . أن نعبر عن حبنا بما يخطر لنا. أن نستشعر نعمة الوطن . ودفء الوطن ،، والحنين للوطن ، كانت ماهرة في غرس الوطنية في ذواتنا في سن مبكر .
وطني .. .. لا استطيع أن انتشل من ذاكرتي رجال وطني فهم أكرم الناس وأشدهم عطفًا على الغريب وحبًا له, فهم يؤثرونه على الأهل والولد. تعلمت منهم أن الماضي الفخم، لايكون قيماً إلا إذا صنع المستقبل الفخم، ادهشني اصرارهم رغم قساوة الأ يام وأن هذا المجد ظهر من رحم معاناتهم ..
وطني ... لا يغيب عن ذاكرتي عنفوان الكرامة والحكمة والكفاح في نساء وطني والتي أُخذت ملامح النساء في القصص والروايات والقصائد منهن ،، تعلمت منهن انهن لسن ضعيفات بل دمثات وجسدنا معاني الصبر .، اسعدني تماسكهن في المحن ومشاركتهن في الفرح.
كم هي عظيمة بلادي بمقدساتها ببردها وحرها بقفارها وجبالها بمدنها وقراها بتاريخها المليء بالشجاعة والكرم والأصالة ...
عندما كبرت توسعت في معرفتي حتى حفظت تفاصيلك يا وطني ،، وزُرع حبك في قلبي لدرجة التعلق بكل شيء ينتمي إليك .. وايقنت معنى " حُب الوطن من الإيمان " وحقيقة المحافظة عليك . ومهما حاول الحاقدون رسم الفوارق فيك ، ستبقى متصلاً حياً ..