الأطفال وخروف العيد..يحضر أم لا يحضر
*
اشترى الأب خروف العيد يوم عرفة .. أحضره للمنزل وضعه في الفناء اجتمع الأولاد حوله .. يقدمون له الماء والشعير .. وطلب منهم الأب أن لا يقدموا شيئا للخروف إلا بإذنه لأن الأكل المتعاقب قد يضره , كان خروفا هادئا .
لعب قربه الأطفال واخذوا يلمسونه , وينظرون إليه .. إلى عينيه .. إلى شعره إلى أقدامه .. يهرب الصغير خوفا منه ويتقدم الكبير مظهرا شجاعته* .
ونام الجميع يحلمون بصباح العيد .. أذن الفجر , انطلقت المآذن بالتكبير صلى المسلمون , وارتفعت أصواتهم بالتكبير , تجهزوا لصلاة العيد وخرجوا إليها أفواجا .. وأنهى الخطيب خطبته التي بدأها أول الوقت ليتيح للناس نحر أضاحيهم،خرج المصلون يتبادلون التهاني عائدين لبيوتهم .
جاء الجزار ليذبح الأضحية .. هكذا نادى الأب أبناءه . وأمسك الجزار بالأضحية وطرحها أرضا . أعطى السكين للأب .. اذبح بيدك فهذا أفضل كما تعلم . نعم . وذبح الأضحية وسال الدم .. وضع الصغير يده على عينيه حين رأى الدم وصرخ : خروفنا خروفنا !!
ابتسم الأب وقال : هذه أضحية ونحن نذبحها لنأكل منها ونطعم منها الفقراء والمساكين , سلخ* الجزار الجلد وقطع أجزاء الأضحية وطلب منه الأب أن يقطعها أثلاثا كما هي السنة النبوية , وأرسل الأولاد لتوزيع قسم الجيران والفقراء .
عاد الجميع إلى المنزل وطبخت الأم *من الأضحية وجلسوا لتناول الطعام وسأل الأب أين حسن..أصغر الأبناء
وفي نفس اللحظة قالت الأم : و أين سعاد.. *زهرة البيت وآخر العنقود
ذهب الأخ الأكبر يناديهم ,, حسن .. حسن .. سعاد .. سعاد لم يسمع جواباً ذهب إلى غرفهم لم يجدهم , خطرت بباله فكرة .. ربما خرجوا إلى الفناء , في مكان الذبح رأى سعاد نائمة على الأرض وحسن قد أمسك السكين ولحسن الحظ مقلوبة , ووضعها على رقبتها , صرخ الأخ : حسن ماذا تفعل , وقف حسن والسكين في يده .. ألقاها ماذا تفعل صرخ الأخ عاليا في نفس اللحظة التي وصل أخوته ووالده فأجاب حسن ببراءة : كنت أري سعاد كيف ذبحوا الخروف فقد كانت نائمة ولم تره*…
*
قصة ليست جديدة وتكررت كثيرا بتفاصيل مختلفة ولذلك يحسن التنبيه على ذلك ويجب الانتباه لهذا الموضوع خاصة لمن يذبح في المنزل أو الاستراحة بحضور الأطفال، ويحذر بعض الخبراء من حضور الأطفال دون سن معين ( ٧ - ١٠ سنوات) عملية الذبح لأنهم لا يملكون القدرة على تقبل الموضوع بشكله الواقعي وهناك بعض التنبيهات المهمة لتجنب تكرار مثل هذه القصة:
١-*لا تسمح لطفلك بمشاهدة ذبح الخروف قبل سن الطفولة المتأخرة.
٢-أبعد كل سكاكين الذبح الكبيرة الحجم وغير التقليدية عن متناول الأطفال.
٣-يفضل إخفاء السكاكين بأغلفة ورق مقوَّى غامقة؛ لكي لا يراها الأطفال.
٤-لا تزيد من العلاقة بين الطفل والخروف بأن تتركه معه وقتاً طويلاً في حوش البيت.
٥-لا تقنع طفلك بأن الخروف هو فرد من أفراد الأسرة فإنه قد يضحي بأحد أخوته كما قمت بالتضحية بالخروف.
*
الآثار التي قد تترتب على حضور الطفل مشاهد الذبح :
١-اضطرابات النوم بكوابيس مفزعة إذا تم نحر الذبيحة بشكل عنيف أمام الأطفال.
- رد فعل عكسي إذا تمت تربية*الأضحية مع الطفل لمدة كبيرة ووقت ذبحها يصاب بصدمة نفسية، نتيجة لفقده حيوانه المفضل.
٤- يفقد الطفل شهيتة ويمتنع عن أكل اللحوم بعد رؤيتة لها وقت الذبح ( وقد ذكر أحد أساتذتنا أن بناته امتنعن عن تناول اللحم بعد نحر جدي بقي معهن فترة حين كنّ صغارا وإلى اليوم رغم أنهن أصبحن طبيبات!)
من المهم تهيئة الأطفال والحديث إليهم قبل ذبح الأضحية وشرح الموقف وحكمة الأضحية لهم بلغة سهلة يفهمونها ،ويجب عدم اتهام الطفل الذي لا يرغب بالحضور -أيا كان سنه ـ بالجبن أو الخور فهي قدرات شخصية تختلف باختلاف الأشخاص ،ويمكن مشاركة الأطفال في توزيع اللحوم على الجيران والأقارب حتى يشعر بهذه الشعيرة دون تأثرات سلبية لمناظر الذبح والدم.
*
حفظ الله الجميع وكل عام وأنتم بخير