ماذا يحدث في ساحة الابداع الادبي
رغم أن الساحة الأدبية تعج بالمبدعين ، إلا أن الغث بات ينتشر مؤخراً كما تنتشر النار في الهشيم .
حقيقة كلما تعثرت هنا أو هناك بشيء من هذا الغث هالني أن يكون له الكثير من المصفقين والمهللين ، لا أعرف من منهم يخدع الآخر ! ما هي الأسباب التي جعلت الأقلام الهابطة تعشش في الساحة الأدبية ؟!!
وإن سلمنا بوجودها فأنى لها أن تجد من يشجعها ويضعها زوراً وبهتاناً في قالب الإبداع؟
إلا أن الأشد وطأة أن الأمر لم يتوقف عند حدود النشر الالكتروني بل إنه يمتد إلى إقامة أمسيات شعرية وإصدار دواوين تمنح تلك الأقلام المهترئة صوتاً أعلى وأقوى لتقول : ( أنا هنا .. رغماً عن أنف الإبداع ) !!! كثيراً ما أسمع الأصدقاء المبدعين من حولي يتذمرون مما وصل إليه حال الساحة الأدبية من تكاثر لتلك الطحالب التي تشوه نقاء الصورة ، ولا ألومهم فمن حقهم أن يشعروا بالغيرة على ساحة الإبداع الأدبي .
فقد تعثرت ذات صدمة بنص " أدبي " لشخص نقش قبل اسمه لقب " شاعر " على صفحات موقع التواصل الاجتماعي ، كدت يومها أصاب بسكتة " أدبية " لما وجدته في ذلك النص من كوارث في حق اللغة !!
وحينما راجعته في رسالة أنبهه للكم الهائل من الأخطاء اللغوية والنحوية في نصه رد علي بغضب: ( لست معلماً للغة العربية لتحاسبيني على الضمة والفتحة والكسرة )!!!
هذا الغث المعشش في الساحة الأدبية يستفحل كما السرطان ، لذلك بات من واجب جميع المبدعين من شعراء وكتاب ونقاد ومثقفين أن يتعاونوا لاستئصال ذاك الخبث القاتل.
يداً بيد سنتمكن من الحد من الاستهتار الذي يسيء إلى الإبداع الحقيقي ، لنرتقي بذائقة المتلقي الذي كثيراً ما يصاب بالغثيان مما يقرؤه هنا وهناك من غث لا يغني ولا يسمن من جوع.