سوق إدنبره .. العلمي السعودي .

بدر العازمي - لندن:

* * *أجادت العرب الأساليب الاتصالية منذ قديم الأزل بحسب أدواتها الممكنة لتوصل رسالتها الثقافية من خلال تجمعاتها في المواسم والأسواق .. متميزةً عن غيرها من الامم بالفصاحة والبيان .. والقدرة علئ الإقناع وإلباسها لباس المثالية حسب معاييرها من عاداتٍ وتقاليد.

حيث كانت العرب تجتمع في مكان محدد كنقطة تجمع .. لتظهر لبعضها البعض وللعالم ما تمتلكه .. من مهاراتٍ فكرية و جسدية ، إذ يعتبرونه نوعاً من التفاخر و تجسيد روح التحدي بينهم وإبراز المهارات التي اكتسبوها وتعلموها في ميادين مفتوحة . فيما اكتسبت تلك المواقع أهمية وديمومة يتغنئ بها أهل الشعر والتاريخ .. بل وحتئ المستشرقين ..

حيث سمعوا عنها وأتوا محملين بتسائلات تحل عقد المكان وأهميته حيث الملهم الذي صنع الحوار والشعر والبيان. وقد احتل موقع سوق عكاظ الشهير .. الحظ الأوفر في البحث والتقصي لغزارة إنتاجه الادبي ..

كما عرف بعده في الأهمية سوق ذي المجاز الذي أنتج العديد من النماذج والقصص والأفعال الأدبية الخالدة ، هذه المؤتمرات إن صح وصفها .. اندثرت كفعل أني .. لكنها لاتزال شاهدة في ساحة البحث والتقصي.

ولعل هذا الحديث القيم عن تلك الفعاليات الخالدة في جزيرة العرب .. تستنسخ من جديد مع جيل جديد يحمل سلاح العلم والطموح والذي توشحه ليكتب قصة الفعل القديم في عقول شابة أرادت ان تصنع لأمتها إسماً ينافس الأمم في هذا الزمن. هذه التجربة الفريدة في حماسها .. صنعتها قلوب رائعة وعقول منفتحة علئ العالم .. ليتمخض عنها تجربة سامية في أهدافها متحمسة في رسم الإنجاز بطريقةٍ احترافيةٍ مؤثرة .. شهدتها بنفسي بين زملائي المبتعثين خلف كواليس "المؤتمر العلمي السابع للطلبة السعوديين في المملكة المتحدة" ، حيث المئات من العقول الشابة النيّرة تدخل كرنفال العلم والمعرفة لتنير الزوايا المعتمه في أفكار المنتحرين في ظلمة الماضي .. فلم يتوقف الحماس والقدرة علئ صناعة الإنجاز لدئ أولئك الشباب في تجاربهم ومشاركاتهم العلمية التي أذهلت وستذهل المتابعين هناك .. ولتجتمع تحت سقفٍ واحد في المملكة المتحدة .. إحدئ اعرق الدول الغربية حضارة وعلماً .. لتشهد بنفسها ان أبناء المملكة العربية السعودية .. أبناء الصحراء .. لديهم القدرة الذهنية والفكرية والعلمية لتنافس في الابتكار والبحث العلمي وتكسب التحدي في عواصم العلم الحضارة.

التظاهرة العلمية السعودية الصرفة .. هي مقدمة ونتاج لنجاحات .. برنامج الرجل الوطني الكبير .. عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود .. الرجل السعودي الطموح والذي بحماسة ستنهض أمة .. عبر "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث" البرنامج العلمي والحضاري الكبير والذي أقف له .. ومئات الألوف من شباب ﺍﻟﻮﻃﻦ المبتعثين في قارات العالم .. شكرًا وعرفاناً.*