المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 19 مايو 2024

عَمْلَقة

ذات يوم نصحت العاملة المنزلية أن ترفع أكوابنا الزجاجية على رف عال حفاظا عليها من التكسير!*
ثم احتجتها بعد حين من الوقت، ولكن قامتي لم تسعفني.. ووقفت أنظر إليها عن بعد، وسحابة الحزن والأسى تمطرني.. حاولت الوصول إليها لم أفلح! فاستعنت بسلم خشبي، وظفرت بعدد قليل منها بعد جهد وعناء، انتظرت وصول أخي طويل القامة ليجمع أكوابي الأخرى وأضعها في مكان قريب (ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه)، هذه الأشياء المرتفعة تحتاج إلى عملاق! بعض الكائنات المتعملقة تعلم أنها سنبلة فارغة أصلها فارغ، وفرعها على أرض قاحلة، إلا أنها تتجاهل قصر قامتها، ويحلو لها التسلق على السلالم الخشبية! ومع ظهور المدعمات تصعد بثقة عمياء، وتتطاول متناسية حجمها الضئيل، متشبثة بقشور شهرة كاذبة لا تستحقها، وإبداع وهمي (لا يسمن ولا يغني من جوع). والمعضلة عندما تبدأ بخذ وهات، ومشاحنات على حساب الضغط فوق سلالمه المتهالكة.. آه ياللهول تهاوت وترنحت تحت أقدامها المرتعشة! ولن تتمكن من الصعود مرة أخرى! (بصيص من آثار عمالقة) "العملاق" يظل عملاقا بفكره وأخلاقه كالنخلة، يرميها الناس بالحجارة وهي تسقط لهم الثمر.. ولا يحتاج إثباتا من غيره فأعماله كفيلة بتزكيته. عندما سئل "ميشيل فوكو" عن عدم تسجيله لسيرته الذاتية أجاب: إن كل عمل من أعمالي هو جزء من سيرتي الذاتية.*
بواسطة :
 0  0  8.1K