.. ما بالكم يا قومي ..
نحن كشعب سعودي عرفنا بالطيبة والنوايا السليمة. فلا نظمر لاحد غل ولا حقد. نتاثر بالحدث ثم ما نلبث وان نصفح ونعفوا ونغفر. قلوبنا طيبة ومبادئنا من ديننا ومن عاداتنا الكرم والجود. لا نقابل الاسائة بمثلها ليس ضعفا ولا جبنا ولكنه حلما وكرما. فكم سمعنا من اسائة من لؤماء واختلقنا لهم العذر وصفحنا والامثلة كثيرة واقرب مثال على ما اقوله. ما يقوم به الرئيس اليمنى المخلوع علي عبد الله صالح. فكم نصرناه وعالجناه ووقفنا بجانبة في ازماته ولكنه مع شديد الاسف لم يثمر به المعروف وتنكر له اكثر من مرة. فقد غدر بنا ابان حرب الخليج ووقف موقف المعادي والجار الخصم. وها هو الان يتحالف مع الحوثي وقوى الشر ويحشد كل قواته ومكره وسمومه ضدنا. والله الحمد ان حكومتنا الر شيدة تعرف معادن اللؤماء وتعرف كيف تتعامل مع كل لئيم بالطريقة التي تناسبه وتوقفه عند حده مخذولا مذموما. لا اشك في قدرات دولتنا الموقرة ولا بحكمة وحنكة حكومتنا الرشيدة وقادتنا الكرام. ولكن كل هذا الكرم يعتبره اللؤماء ضعفا ويجعل منهم يتمادوا في غيهم. يقول الشاعر:
ان انت اكرمت الكريم ملكته * وان انت اكرمت اللئيم تمردا.
ولم يقتصر هذا الكلام والتمادي من حكومات واشخاص من الخارج بل مع شديد الاسف نسمع ونرى تمادي بعض ابناء الوطن بالتمادي على اخوانهم المواطنين بالكلام الجارح ونعتهم بما يسوئهم والنظر اليهم من برج عال دون احترام لمشاعرهم ومكانتهم ونسوا او تناسوا انه لولا المواطن لما كانوا هم ولما وصلوا الى ما وصلوا اليه من مناصب. فهناك من نعتهم بالمدللين ومن نظر اليهم بمنظار الاحتقار واعتبرهم اكوام بطيخ يحسب ان المواطنة تقتصر عليه فقط وعلى اشكاله.
ناسيا ومتناسيا اننا في عهد سلمان الحزم الذي سيلجمهم ويسكت تلك الافواه التي تهرف بمالا تعرف. ويعيد للمواطن السعودي حقه بل ينتزعه ممن اعتدى عليه انتزاعا دون شفقة او هوادة. وخاصة ان تلك الشخصيات محسوبة على الوطن وتمثل المواطن.
فيا اسفا على مواطن يمثله من لا يحترمه فكيف نعول عليه ان يدافع عنا ويمثلنا في اهم المراكز التشريعية؟ ان طيبة وكرم المواطن السعودي هي ما جعلته مطمع للطامعين. وموضع للسخرية وقد ينطبق علينا الحديث الشريف: "عن أبي عبد السلام، عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».". صدق رسول الله صل الله عليه وسلم. الذي لا ينطق عن الهوى. انها دروس نتعلمها كل يوم ونستفيد من تجارب قاسية ومرة. وكاني اتطلع على ما يفكر به المواطن في هذا الزمان وكانه يقول: لو انني انتخبت من يمثلني لدى الدولة من وزير وعظو لمجلس الشورى لما انتخبت تلك الاشكال التى لا تعرف الحب ولا تدين للوطن ولا للمواطن بفظل. متناسين انه لا يشكر الله من لا يشكر الناس. فنكران الجميل عار ونقصان بعقول الرجال يؤسفنا حتى وجود تلك الاشكال بيننا. اسال الله العلى القدير ان يحق الحق ويعلى كلمته وان ياخذ على يد كل طاغية ومغرور وسفيه. وان يعين دولتنا الرشيدة في اختيار الاشخاص المناسلين لوظعهم في الاماكن المناسبة وطرد كل متطفل اسقط بالخطاء او اتضح سوء نيته وفعله. مع تجريده من ما انفق عليه عن طريق الخطاء او مما نهبه واستولى عليه. دمت ياوطني شامخا منصورا عزيزا. شوكة في نحر اعدائك. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
ا.د. محمد حمد خليص الحربي اديب وكاتب - مكة المكرمة