المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

وزارة التعليم من الأمية إلى تكنولوجيا 2030

لقد مرت وزارة التعليم بالعديد من التحديات والصعوبات ولعل من أكثرها رعباً هو تحدي استخدام الكومبيوتر في أروقتها حيث كان هناك توجس وحذر لدى عدد من الموظفين والقياديين من التعاطي مع تلك الأجهزة ومازال البعض على ذلك ولو قل عددهم، ورغم ذلك استطاع عدد كبير من المعلمين والمعلمات التغلب على تلك المخاوف منطلقين لجمع "القطة" لشراء أجهزة الكمبيوتر غالية الثمن آن ذاك وتنصيب البرامج التي تسهل عليهم كثيراً من أعمالهم مختصرةً لأوقاتهم التي كثيراً ما تهدر على كتابة التحضير والشهادات ورصد الدرجات وصناعة الوسائل التعليمية ... الخ، بل إن منهم من تميز وأبدع في تصميم البرامج وقدمها بلا مقابل سوى الدعاء له في ظهر الغيب أو احتسابها كصدقة جارية وهناك القليل ممن تربح من عمله ذلك.

* ومن هنا كانت نقطة التحول حيث تبنت الوزارة تفعيل التقنية والانتقال من الأمية إلى العالم الرقمي فأنشأت معامل الحاسب الآلي المعدة خصيصاً لتدريس أساسياته وعلومه وتطبيقاته، إلا أن ذلك التحول يشوبه البطء في مواكبة التطور العالمي والطموح المحلي مما ساهم في خلق فجوة بين محدودية ما يدرّس واهتمامات الطلاب والطالبات متسعة الأفق.

لم يفاجأ المجتمع السعودي بـ "مرجوج هزازي" بل هناك من هم أكثر منه تميزاً وتمكناً من علوم البرمجة وأسرارها.

لقد اختار العيسى لوزارته أن تنفض عنها غبار الرتابة وثقل التعاميم ورواسب الأنظمة ولو كان البعض مكرهاً على ذلك، إلا انه حضي بالاهتمام ليواكب تطلعات الوطن حكومة وشعباً فتوقيع مذكرة التفاهم مع عملاق التقنية والتكنولوجيا المعرفية مايكروسوفت ليس لغرض التباهي والاستعراض بل لمد جسور التواصل للتطوير والاستفادة من خبرة شركة عالمية رائدة في مجال البرمجيات، وذلك بالتعاون مع وكالة المناهج والبرامج التربوية والتي تبنت مؤخراً إطلاق قناتها "snabook" على تطبيق سناب شات الشهير حيث تستضيف العديد من المتحدثين والمشاهير النجوم الشابة لتسترعي اهتمام الطلاب والطالبات من نفس الجيل.

ومؤخراً طرح الحارثي وكيل المناهج مقترح لدراسة الاستفادة من برامج الواقع المعزز والتي تستند في تطبيقها على تفعيل التقنية في التعليم والتعلّم بالترفية، ليتم بعد ذلك إطلاق مسابقة "معالم سعودية" الالكترونية المعتمدة على ألعاب البناء الالكتروني ثلاثي الأبعاد ذات الانتشار الواسع والاهتمام الكبير من الطلاب والطالبات من عمر الخامسة وحتى منتصف العشرين، حيث تنقسم المشاركة في هذه المسابقة لعدد من المحاور المرتبطة بأهداف تعزز الوطنية إما حضارية أو ثقافية أو إسلامية أو مستقبلية دعماً لرؤية 2030 الطموحة.

وبعد الشكر والتقدير وبكامل الاحترام لجهود القائمين على تلك المبادرات الشجاعة، نترقب ما هو قادم في المستقبل القريب من برامج ومبادرات لتحقق ما نتطلع إليه حاضراً وما يواكب الاهتمامات والتوقعات المميزة للأجيال التي يعتمد عليها مستقبل هذا الوطن الشاب.

عبدالرحمن العامري -*مستشار التربوي

بواسطة :
 0  0  7.5K