بشروا ولاتنفروا
قال بعض السلف الصالح [لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وآخه سبعا ثم أترك له الحبل على غاربه]* إحدى وعشرون سنة كفيلة بتكوين شخصية راشدة في زمن السلف الصالح كان أسامة بن زيد يقود الجيوش وهو ابن ثمانية عشر عاماً ولكننا اليوم في زمن لايبلغ فيه الإنسان سن النضج وإن بلغ الأربعين ذلك أنه يتربى على الخوف وثقافة العيب فينشأ ضعيفا مهزوزا وإنما كان لازما على الوالدين زرع الثقة في أبنائهم بالتعليم والتوجيه السليم دون ترهيب فمن أقوال العلامة العثيمين رحمه الله ..
عليك بالرفق، فكم من إنسان أدرك بالرفق خيرا كثيرا سواء في أهله أو في نفسه أو فيمن يدعوهم إلى الله عز وجل أو فيمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، حتى في نفسك إذا رفقت بها أدركت خيراً كثيراً .
(شرح الكافية الشافية / ج3 / ص159) يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم { ماكان الرفق في* أمر إلا زانه ومانزع من أمر إلا شانه}
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :كثير من الناس تحمله الغيرة على أن يبدأ بالتأديب قبل التعليم فإذا وجد ابنه مثلا ترك الصلاة مع الجماعة، أو ترك ما لا ينبغي تركه ضربه فورا، وهذا خلاف الحكمة . بل علم قبل أن تؤدب، فإذا علمت فقد أقمت الحجة ثم بعد ذلك أدب .
(شرح بلوغ المرام / ج2 / ص218) نحن أمة الرحماء أمة الرأفة والرحمة ربنا سبحانه رحمن رحيم فلنتعلم ولنتأدب بأدب رباني كريم ولنقتدي بنبي الرحمة المهداة والنعمة المسداه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام ولنعلم أن أبنائنا الشباب هم عماد مستقبل هذه الأمة فلا نربيهم بالخوف فالخوف لايصنع الإنسان ذو الفكر السليم..* فبشروا ولاتنفروا