إرهاب فني مستعصي
تألمت حقاً مما رأيت من إرهاب فني مستعصي يقوم بتشويه التراث الفني الأصيل بإعادة غنائه بطريقة بشعة و بعيدة تماماً عن ما هو في الحقيقة. و نرى هذا اليوم في كثير من الفنانين عندما يقوموا بغناء أغنية جميلة من الزمن القديم مثل " سبحانه و قدروا عليك " و التي كتبها الشاعر القدير صالح جلال رحمه الله و غناها العم فوزي محسون رحمه الله في حفلاتهم مستغلين هذه الأغاني ليزيدوا من شهرتهم و حب المعجبين لهم. حتى و ان كان هذا الفنان كبير و له مكانته في الساحة الفنية لا يعني هذا انه كفؤ ليقوم بغناء هذه الأغاني. نحن نتمنى من الجهات المعنية حقيقةً ان تحافظ على الفن القديم لأنه بدأ بالتلوث من قبل بعض الفنانين الإستغلاليين حتى وصل هذا الإستغلال و الضحك على النفوس لدرجة ان كثير من الشباب اعتقد ان هذه الأغنية تابعة لهذا الفنان او الفنانة ولا يعلمون من هو حقاً قام بغنائها مما يسلبه حقه و مكانته في رأيي الشخصي. نرى أمثال كثيرة على هذا مثل أغنية " أحبك لو " و التي كتبها لطفي زيني رحمه الله و غناها طلال مداح رحمه الله، قام احد الفنانين بغنائها بطريقة بشعة أدت الى تشويه الأغنية تماماً. ان كنا كمجتمع فني حقيقةً نريد الإرتقاء في فنوننا فالنحافظ على هذه الأغاني و لا نسمح لمن ليس لهم كفائة بغنائها حقاً. هذه الأغاني الجميلة يصلح لغنائها القليل من الفنانين فقط لا غير لأنهم هم أجدر بها و لديهم الكفائة ليقوموا بغنائها أمثال فنان العرب محمد عبده و الفنان محمد هاشم و الفنانة إبتسام لطفي و الفنانة توحة و الفنان عبدالله رشاد و الفنان طلال سلامة و الفنان عبادي الجوهر. أوجه رسالة لكل الفنانين و هي ان يبتعدوا عن الأغاني القديمة و الأصيلة و أن يتركوها لمن هم أهل لها، و ان يركزوا على مسيرتهم الفنية و عملهم الشخصي و الجاري اكثر من ان يركزوا على اعمال غيرهم الفنية لأنكم بذلك ظلمتوا الفن و التراث و الشاعر و المطرب و الأغنية بذاتها.