المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

الليلة الظلماء

إنها ليلة الإنقلاب الفاشل الذي حدث في دولة تركيا، (هكذا أسماها بعض الأتراك ، وربما لأنه فُقِد فيها البدر في تلك الليلة، وصدق عليها قول الشاعرالعربي أبي فراس الحمداني:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
لقد أفصحت تلك الليلة عن أن ثمة مرجفين في الأرض : أبواقهم القنوات ، ومطبلوهم حثالة إعلاميين وليبراليين ومغفلين، أبتْ صدورهم وألسنتهم إلا أن تنفث سمومها الحاقدة على كل توجه إسلامي سواء كان في تركيا ، أم في غيرها من بقاع المعمورة ، فطفقوا على وقع خبر الانقلاب الفاشل في تصويرهم الحدث على أنه نهاية حكم (اردوغان ) وسقوط حزبه ؛فأخذوا يلهثون وراء كل خبر يصب في تصورهم وتصويرهم للحدث ؛ ليبثوا في نفوس الترك الاستسلام المبكر لهذه الشرذمة الخارجة على قانون ديمقراطية البلد ، ونسي أولئك المطبلون وأبواقهم أو تناسوا في غمرة فرحتهم الجامحة المسمومة أن الشعب التركي شعب متحضر لن يستبدل العدل بالظلم ، ولن يرضى بالفوضى عن النظام ..
لقد ذاق هذا الشعب حلاوة الاستقرار في ظل حكومته الحالية وعرف الأمن ، ورغد العيش في جميع جوانب حياته ، واطمأن بأن دولته تسير إلى الأمام فلم تدفعه غوغائية بعض الشعوب إلى فقدان توازنه ، والتضحية بمصالحه ،وأمنه ،واستقراره ، فنزل هذا الشعب -ملبيا دعوة رئيسه -كالسيل الجارف يقتلع كل نبتة خبيثة زرعها الأعداء ، وهلل وكبر لها المرجفون فما إن بدأ الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر إلا وقد اقتلعت جميعها من فوق الأرض فمالها من قرار ..
اقتلعت بلا مدفع أو دبابة أو مجنزرة أو بندقية ، إذ لاسلاح معهم إلا سلاح التكبير (الله اكبر ) ذلك السلاح الذي ملأ الساحات، وتعالت به المآذن ؛ فتداعى له القوم إيمانا بوحدتهم ، واصطفافا خلف قيادتهم ،فكانت ثمرة ذلك أن باءت محاولة الفاشلين الانقلابيين ومن دعمهم بالفشل الذريع في سويعات معدودة، وسودت معها صحائف ووجوه المرجفين ، وانكشف للمتابع ماتكنه صدورهم من بغض وحقد وغوغائية وإرجاف في الأرض ، وصدق الله القائل :
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4).
وهكذا انتهى المشهد ولا نقول إلا ما قالته العرب في أمثالها :( إِلى حيثُ أَلقتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ.)
ما أريد أن أصل إليه هو أن الشعوب المتحضرة هي الشعوب التي لا يغرر بها ، ولا ترضى بأن تكون بغالا تُركب وتُسيّر ؛ فيصدق عليها قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماءُ فوق ظهورها محمول
فياليت قومي يعلمون ويدركون ! فقد آن الآوان؛ لأن تعي شعوبنا العربية والإسلامية ، وكذلك قادتها أن صمام أمان الشعب في قيادته، وأن صمام أمان القائد في شعبه.. فتحية للشعب التركي على إنجازه العظيم للحفاظ على وحدته ونظامه وقائده ، وتحية لقائده البطل (أردغان) على منجزه خلال فترة قيادته ؛ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !
بواسطة :
 0  0  8.2K