ثقافة الحياة
لو تطاول مدعيّ *أو تحامق مأفون ،أو تحامل موتور لن يستطيعوا أن يحصلوا* أمراً أكثر من الخيبة المريرة التي تكفنهم بشرورهم وآثامهم،وستعبر مراكبك أيتها العزيزة الحصينة عامرة بالخيرات والبركات .
أيتها الوارفة الظلال ما عسى أن تنال الأكف المهلهلة من جبالك الرواسي،وصفوف شعبك المُـتَراصة بلحمة خلف قيادتك الرشيدة ،وحرسك الحفظة لأمنك.
ما عسى المُـبْغِـضين أن يفعلوا لأكاليل عزتك،ولعنفوان مجدك،ولتسامق أنفتك وكبريائك.
أيتها الماجدة لم تبق لهم من منافذ،ولم تترك لهم من عزائم،أوهنت قوة إيمانك ببارئك منهم الأذهان،وأراقت مِراراً* بفيض سخائك ماء أوجه لم تتعرض لشمس العزّ مرة .
أيتها الكبيرة بثقتك بربك،أيتها العميقة بفهمك لتاريخك وحاضرك ومستقبلك،أيتها الودود الولود المُباهية بثقافة الحياة كل الدُنى.
ما أن يأتي أسمك في محفلِ إلا وتلاه نبأ خير يتلى على البشرية يفتح للحياة أبواب الحياة.
المملكة العربية السعودية دائما على سدة هرم العطاء،وسيدة الإنماء غير الربحي،وقائدة التبرعات، و المُـبـادرات في منح فرص التعليم النوعي لأبنائها،والمانحة لفرص التعليم المجاني لكل من يسعى على ترابها الطاهر الشريف.
المملكة العربية السعودية أينما تسعى تدب الحياة ،وتشرق شمس الحياة،وتورق أشجار الحياة.
المملكة العربية السعودية ماضي مجيد،وحاضر تحمل مسؤولياته العربية والإسلامية والدولية ببسالة ،ومستقبل تُرسم خطواته بفكر وعزيمة شبابه المبارك.
احتار الخراب كيف يتسرب إلى مياه الحياة،جربوا* كل *الأبواب *فوجدوها* بفضل الله قد مُـلـئت حرساً شديدا و شُهُبا،وجربوا تسور الأسوار فوجدوها حصينة مكينة.
جربوا ولم يفلحوا،وأنى لهم الفلاح !!،ومن أين يؤتى الخرابَ الصلاح؟؟!!
تبت أيديهم ،وأزهق الله بضغائنهم أطماعهم،لم يجدوا إلا السراديب،والحفر،فهم قد ملئ الجبن من منعتك قلوبهم ،فتسللوا الرعاديد الأذناب الـمُـسْـتَأجرة عقولهم،المقتولة بصائرهم ،تسللوا بحراب خيانتهم،يطعنون خلسة،وقد هان في ذلك الوجدان كل معنى سامي ،فلا قيمة لحرمة المدينة المنورة طيبة الطيبة،ولا اعتبار في ذمة الخونة لحرمة شهر رمضان،ولا قيمة لدى أهل الغدر لحرمة الدماء المعصوبة.
هاهم يقومون بأقصى ما يستطيعون من خياناتهم اليائسة،فماذا عساهم أن أحدثوا؟
خابوا والله وخسروا وما نالوا أوزارهم.
ها هي أنت تودعين ألوف المعتمرين باسمة،وتستقبلين الآلاف منهم مُـسْـفِـرَة ضاحكة.
وها أنت أيتها البهية النقية تتهيئين بفرح لاحتضان عيد الفطر المبارك،تزينت فيك القلوب قبل الميادين، تباركك دعوات المعتمرين والصالحين،وقبل ذلك وبعد ذاك تجللك كرامة الله الفائضة من جبال مكة المكرمة وروابي المدينة المنورة.
فدمت بلادي عنوانا أوحدا للحياة،رافعة للواء ثقافة الحياة ،فأنت الحياة للقلوب ،وأنت الحياة للعزة، والحياة للحياة.