اتيكيت إسلامي
مع أن كلمة اتكيت كلمة فرنسية الأصل و تعني لباقة السلوك الراقي حيث يعود أصلها *تاريخياً أنه في الحفلات الرسمية للعائلات الأرستوقراطية المخملية في أوروبا كانت توزع بطاقات يكتب فيها قواعد صارمة للسلوك الراقي المعمول به تلك الحفلات وقد سبق ديننا الإسلامي الحنيف كل الأديان والثقافات في الحث على حسن الخلق وجعله أصلاً من أصول الدين فعن وابصة بن معبد الأسدي رضي الله عنه :
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِوَابِصَةَ: جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ, فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَهُ, وَقَالَ: اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ يَا وَابِصَةُ ثَلاثًا، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، والإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ))
((أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا))
[ الترمذي، أحمد، الدارمي]**فأعلى مراتب الإسلام أن تكون ذا خلق حسن، وأعلى مراتب الإيمان أن تكون ذا خلق حسن، إن أكمل إيمانك فإن جمال أخلاقك تحصيل حاصل لكمال إيمانك ومن مظاهر الإتكيت الإسلامي إن صح التعبير حسن معاملة النساء والعطف على الأطفال وملاعبتهم فمن حسن التعامل مع النساء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم {خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي } وأما عن حسن معاملة الأطفال فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل سبطيه الحسن والحسين رضي الله عنهما ويلاعبهما *فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:*((قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التَّميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: من لا يَرحم لا يُرحم))* إن فيمة الأخلاق قيمة عظيمة من قيم هذا الدين الحنيف فأمة بلا أخلاق هي أمة بلا أثر حسن في الكون وشعوبها خاوية من جمال فهي من سقط المتاع ولا نريد لأمتنا إلا أن تكون كما أراد لها الله {خير أمة أخرجت للناس } قال أمير الشعراء أحمد شوقي:”إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” فأمة بلا أخلاق هي أمة بلا وجود