المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

معاكسة الحور العين

انقضت الأيام الأولى من شهر الخير والبركة ورفعت إلى اللَّه بما علم فيها من أعمال، فنسأل اللَّه التوفيق والصلاح، إنه **هناك ظاهرة لفتت انتباهي، وهي انتشار المعاكسات ومضايقة نساء المسلمين من ضعاف النفوس وعبدة الشهوة، الذين لا هم لهم إلا التسوق ومطاردة النساء، يصومون في النهار عن الأكل والشرب، ولكن في الليل لا يصومون عن أذية المسلمين، هؤلاء الشباب الذين يقومون بهذا العمل الغير أخلاقي ينطلقون من فراغ وضعف للوازع الديني وعدم معرفة بفضائل شهر رمضان الكريم.

إنني من خلال هذا المنبر، أدعو هؤلاء الشباب أن يجربوا معاكسة أخرى وهي معاكسة الحور العين، أتدرون ما الحور العين، وما هي صفاتهم* اقرأوا معي قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} (البقرة:25)، وقوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} (الدخان:54)، وإن من صفاتهم أن الحور العين، يختمرون بخمار ليس كخمار أهل الدنيا، ولكنه خمار جميل وصفه لنا النبي - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "ولنصيفها لله خمارها لله على رأسها خير من الدنيا وما فيها"[1]، وعن أبي الدنيا، ولو أخرجت نصيفها، لكانت الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها، هذا هو الجمال يا من يبحث عن الجمال، هذا خمارها فكيف فبجمالها، ومن صفاتها أنها بيضاء الوجه، فهي حوراء والجمع حور وهي البيضاء النقية، لا نمش فيها ولا بقع، وعن ابن مسعود - رضي اللَّه عنه - قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "يرى مخ ساقها من وراء لحومها كما يرى الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء"[2]، فيا من أعجبتك ساق امرأة متبرجة متكشفة فأخذت تنظر إليها بنهم وطمع كالمحروم، ويا من أسرتك الشهوة فأخذت تحملق في وجوه النساء، تنتظر إلى من أن تتحسن إحداهما عليك بنظرة، هل هانت عليك متعة الحورية فاستبدلت بمتعة دنيوية؟

إن من يعاكس بنات المسلمين ويبحث عن المرأة التي تنكشف، إنه يبحث عن البضاعة الرخيصة المكشوفة؛ لأن البضاعة الطيبة كالجوهرة، الحصول عليها صعب المنال، فأنت أيها المعاكس إنسان حقير؛ لأنك تتطلع إلى شيء حقير، فأدرك نفسك واعرف قدرك وابدأ من الآن بمعاكسة الحور العين.

ستقول كيف أعاكسهم، وكيف يكون لي الوصال بهم، أقول ها هو شهر رمضان بفضائله الكثيرة الطريق موصل إلى الجنة، وهناك نشاهد الحور العين، فالنبي - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "رغم أنفه رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له"[3]، هذه فرصة عظيمة فلنسعى جميعًا إلى مقابلة الحور العين.


[1] رواه السيوطي في الجامع الصغير، برقم (7286).

[2] رواه ابن القيم في حادي الأراوح (181).

[3] رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم (2551).

بواسطة :
 0  0  10.0K