قصة موسى والنهضة التربوية مقدمة( ج ١ )
*وأنا اقرأ القصة وأتقلب بين التفاسير أرى من حولي نفسية موسى وفرعون وهامان وأم موسى وهارون وغيرهم من أبطال القصة شاخصة أمامي بكل تفاصيلها وجميع مفرداتها فهناك صفة فرعونية ببعض بني جلدتنا من الظلم ومن التعالي والتجبر ومن وأد الخير والفطرة حيث كانت إعتداء على الضعيف زوجة وأطفال و تكبر على عمالة وعمال كذب وخيانة . وبزاوية أخرى أم موسى صاحبة اليقين والتفاؤل *وما مشاهد أمهات أبطال فلسطين ببعيد وأخت موسى الحريصة المتحملة الكاتمة للسر وزوجة فرعون صاحبة المال والجمال والسلطة ومع هذا الإيمان تحكم وسيطر وبرز وتحدى *. كل شخصية تعيش بيننا اختر من تريد وقس نفسك لتعرف هل أنت ( فرعون أم موسى أم هامان أم ..... ) .
وقبل دخولي بالتفاصيل التربوية أنصح بمراجعة الوضع التاريخي والسياسي ليتبين لنا حجم جهد وبراعة موسى في النهضة والبناء رغم العناء .
تصوروا وتخيلوا تلك الحقبة . *فرعون يذبح كل مولود ذكر يستحي كل بنت ثم ظلم يفوق التصور من العبودية فهو يعتبر نفسه إله((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ*))*يسجن كل معارض يدير آلة إعلامية خادعة كبرى ( ذروني اقتل موسى ) ويكأنه يقول مهدوا لي الطريق من خلال علماء السلطان وأبواق الفراعنة وفتاوى التخدير فما الذي يمنع فرعون من البطش بموسى فقط يحتاج مبرر . فرعون حطم قوماً كاملاً بني إسرائيل *(( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)).
بيانات بين يدي القصة*أطول قصة في القرآن وقد ذُكِرت في (٥۰) سورة من (١١٤) سورة، كما ذُكِر سيدنا موسى عليه السلام في القرآن (١۳٦) مرة. لذا فهو حبيب الله ومن أولي العزم من الرُسل وكليم الله*{...وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (النساء:١٦٤).*من أهداف مقالاتي النظرة النهضوية بحالة سيدنا موسى وحب سيدنا موسى والذي قال له الله:*{... وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (طه:۳۹)، وأيضًا قال الله له:*{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} (طه:٤١)، وقال الله تعالى له:*{... إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي ...}(الأعراف: ١٤٤)، فهي قصة غالية جدًّا وكبيرة جدًّا وغنية بالأحداث، سنحيا معها بالمقالات مع وجود مبادرة و واجب عملي تربوي *لتكون واقعاً بحياتنا .
بهذا المقال رغم قوة الوحشية وفظاعة العنف وعمق الظلم إلا أن النهضة والنور بازغ بكل تفاصيل ومفردات القصة نحتاج أن نوقظ ببيوتنا وبمؤسساتنا التربوية التفاؤل الأمل يقينية النصر للحق .
الإعلام المضلل .. الفرق الشاذة .. الفتنن العظيمة .. الاقتصاد المدمر .. الظلم المنتشر .. القيم الضائعة ....... والنور قادم والأمل في أنفسنا وأبنائنا كبير ينحرفون تارة ويرجعون أخرى يعاندون مرة ويستقيمون أخرى قصة موسى كلها آمال لصاحب القلب البائس كلها يقين لصاحب التفكير اليائس .
المهم لا تعمل كأب وأم ومربٍ وقائد على ممارسة الصفات الفرعونية داخل بيتك ومؤسستك .
لا لأحادية الرأي وإماتة الأفكار *﴿*مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ*﴾ أنت ظالم ببيتك لبناتك لأطفالك كم مرة زرتهم بمدارسهم ؟ كم مرة أيقظتهم للصلاة ؟ كم مرة لاعبتهم ؟ كم وكم وكم .
لا للعلو والفساد *((وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا*تُبْصِرُونَ*" أخياناً العلو والتكبر فعل لا قول كيف علاقتك بالحارس بالسائق بالعمال بالمساكين ؟!
لا للطغيان "اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى" كيف الطغيان في البذخ في السفر في المطعم في الملبس في الترفيه ؟!
لا لإضلال "وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى" كيف خطتك لعائلتك اجتهادك شعارك هدفك ؟!
لا لتزيين السوء *"... وَكَذَالِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ"كم مرة تزين لنفسك وتبرر الخطأ صواباً كم مرة تنازلت عن مبادئك حجاب أهلك بناتك كيف هم مع الحشمة *مع القرآن مع التربية ؟!
لا للذنوب "... فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ" كم مرة نتركهم ونترك أنفسنا مع الذنوب ؟!لا متابعة لا محاولة لا دعاء لا احتواء .