العلاج بالأتوفاج، (بالصوم) المناسب، مع (النشاط) الدائب!
علاج بلا عقاقير؛ وهو علاج للعديد من الأمراض. هو يعتمد فقط على الصيام؛ لكن، يلزم ان يدوم لمدة حوالي دوام العمل، و بنشاطٍ عادي لا نوم فيه و لا كسل.
استعملتُ هنا لفظة أتوفاج محاولاً ترويجها على وزن الدواء المشهور، گلوكوفاج'، إلاّ أن (أتوفاج) ليس 'دواءً' و عقار، بقدر ما هو امتناعٌ و قرار!
اشار أحمد.حِميَري (طبيب عراقي) الى انه في 2008م، كان طالباً للدكتوراه بجامعة طوكيو؛ و تعرّف هناك على (معنى) الفائدة الصحية المحددة من وراء 'الصيام'! و بهذا اكتشف المعنى الدقيق وراء القول المأثور عندنا: "صوموا تَصِحّوا"!
في هذا السياق، اورد د.احمد أن الپروفيسور 'نوبورو (مِيزوشِما)! Noboru MIZUSHIMA سأله ذاتَ مرة، في سياق 'صوموا تصحوا'، 'كيف'؟ أي: اشرح لي كيف يمكن أن تُصبحوا بصحة جيدة نتيجة الصيام؟ فكان جواب د.حِميَري: 'لا أعرف!' فقال د.مِزوشِما، مستغرباً: 'كيف؟! كيف تؤدون الصيام و أنتم مدركون ان الصوم مفيدٌ صحياً، بينما لا تعرفون تحديداً (كيف) يكون مفيداً لصحتكم!؟'
الپروفيسور (مِزوشِما) هو من قلائل في العالم يعملون بمجال 'الالتهام-الذاتي للخلايا': Auto-phagy؛ و علاقة هذا 'الأتوفاجي/الأتوفاج' بالصيام بالتحفيز بالجوع عن الغذاء و الماء لحوالي 8 ساعات؛ و بشرط ان يكون الجسم في حالة نشِطة (أي بدون الخلود للنوم؛ و بدون الاعتكاف عن الحركة)!
[لفظة 'أتو-فاج'، أتوفاج، تجلبُ للذاكرة اسمَ الدواء 'گلوكو-فاج'، و هو الذي اصبح اكثر من مشهور عند عموم المتعالجين من المرض السكري.]
فعند عملية هذا 'التحفيز'، نتيجة للصيام، فإن الجسم يقوم بحجز الخلايا المريضة و السرطانية، و يُجري تحليلاً ذاتياً فيتم التخلص منها؛ و كذلك يقوم بتوفير الغذاء للخلايا السليمة.. في آن!
و لتحقيق اقصى فائدة، يجب ان تكون هذه العملية لفترة من الزمن، هب في حوالي دوام العمل اليومي؛ و يجب أيضاً أن لا يتم بعد هذا الصيام إعادة خلايا مريضة جديدة و ذلك بالافراط في الطعام، و خاصة تلك الأغذية المشبعة بالدهون و المواد السكـّرية!
هذا (الأوتوفاج)، هو علاج بلا دواء؛ بل هو نتيجة صوم كافٍ،ٍ و بشرط (الحركة) الدائبة، و معها (اليقظة)!
و لهذا لأوتوفاج علاقةٌ جد وطيدة بتنظيم عملية 'الأيض' (= عملية فيزيائية و كيميائية تقود الى انتاج و صيانة المواد العضوية و المؤدّية الى صون الطاقة.)
كما يقوم 'الأوتوفاج' بالتعامل مع تجديد خلايا و أنسجة الجسم؛ و يتعامل مع عمليات الشيخوخة؛ و كذلك مع عدد من خلايا السرطان.
فالصيام لفترة طويلة نسبياً (مع ضمان) الحركة، يُحفزُ 'الأتوفاج' العصبي بعمق؛ فيساهم الأخير في توَلّد و صيانة الخلايا 'النظيفة'، وكذلك يحقق صيانة كتلات العضلات. كما يساهم في توازن دهون الدم؛ و في معالجة بعض الأورام؛ و في تخفيف هشاشة العظام.
و كل هذا يحدُث بالهضم.الذاتي/'الأتوفاج'؛ أو: بتمكين الالتهام-الذاتي للخلايا الضارة، و ذلك بعد تجويع الخلايا الغذائية.
إذن،
'أتوفاج' هو علاج طبيعي 100%، و بلا عقاقير؛ و يعتمد على مجرد الصيام لوقتٍ مناسب، و بشرط ان يكون معه (الجهدُ) المصاحب!
عميدسابق بجامعةالبترول