رثاء لوالدة أخونا الإعلامي سعود الثبيتي
يانفسي أى إنسان أرثي اليوم ؟
خواطر البوح وتباريح السفر تتدحرج بين زوايا العتمة، لا الدمع يكفكف الآم الرحيل ، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد .*
للموت جلال أيتها الغالية ، أم سعود ، الرجل الذي قد فرض محبته وإحترامه على الجميع ، لم يفرض تلك المحبة خبط عشواء ، أو لحظة مزاج عابرة ، بل كانت نتاج تربيتك الصالحة لهذا الرجل .
رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة ، ورزقك الله بره حتى يلقى الله بعد عمر طويل ..
لقد رحلتي منذ عام ونيف عن هذه الدنيا الفانية وتركت ف داخلنا الأثر الطيب ، وها نحن من بعدك إنتظار في محطة قد تطول ، وقد تقصر ، وقد ترهق ، وقد تصفو، وقد تضحك ، وقد تبكي وجلها بحكمة الله وقدرته .
كل ماحولنا يا أم سعود يوحي بالذبول ، حتى الكلمات تتحشرج ونستعيدها من قاع التردد لتبقى على خيط الحياة.
إننا لا نبكيك يا أم سعود لأنك رحلتي ، بل نبكي أنفسنا ، لأنك تركتينا لوحدنافتلك مشيئة الله والحمد لله رب العالمين .
لقد رحلتي بخصلتين ، السمعة الطيبة والأثر الطيب ، الذي تجسد في شخص أخونا وحبيبنا وزميل دربي الأستاذ سعود أباً نواف حفظه الله ، نعم الإبن ونعم التربية ، فمن خلال معاملته الراقية وإبتسامته التي لا تفارق محياه ، تلك الإبتسامة التي يُستقبل بها من يعرف ومن لا يعرف ببشاشة ورحابة صدر وطيبة قلب يحملها للجميع .
لقد رحلتي وتركتي سيرة عطرة ، وسيبقى بإذن الله ذكرك محفوراً في ذاكرة كل من عرف أباً نواف وسيتجدد شذاه مع نسمة كل صباح ، ليكن شعاعاً ينير الوجود . رحمك الله رحمة واسعة من عنده ونسال الله أن يلهمنا الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .