ماذا بعد دهاليز المرحلة الثانوية .. ؟
يتأهب العام الدراسي إلى طي آخر فصوله، وذهن خريج الثانوية العامة لازال مشغولاً ... بالكثير فبعد الهم ،،والتعب،، والسهر،، في اختبارات الثانوية العامة والتي سبقتها اختبارات متكررة للقدرات والتحصيل الدراسي واختبار الكفايات للبعض ،، نجده يدخل مرحلة أخرى اصعب من المرحلة السابقة ودهليز آخر اكثر تعقيدا وصعوبة ، وتجده يعود مره أخرى للتعب النفسي والبدني من جديد بل أنه أشد من سابقه ! وهي مرحلة ما بعد الثانوية
فأغلب شبابنا وبناتنا لا يعرفون ماذا يريدون ؟ في هذه الخطوة وهي الدراسة الجامعية، ، فكأن الهدف هو اكمال الدراسة والحصول على المؤهل الجامعي، أما التخصص المرغوب والميول وما بعد التخرج، فكلها غير واضحة عند معظم الشباب والبنات، وأمرها متروك للصدف ، والمستقبل متروك للقدر
ليس هذا فقط ؟! بل إن الكثير من الطلاب والطالبات مترددون ولا يعرفون كيف يحددون اختياراتهم، ورغباتهم في السنة التحضيرية فتنتهي السنة وتزداد الحيرة وينتهي الأمر بهم إلى التنقل بين التخصصات، أو الاستمرار في دراسة تخصص يكتشف صاحبة بعد ذلك أنه بعيد عن رغبته وإمكاناته، فتكون النتيجة النهائية الحصول على الشهادة الجامعية من أجل التوظيف او من اجل "البرستيج " الاجتماعي لا من أجل التفوق والإبداع، ليسعد الخريج بتخصصه الوظيفي، وتستفيد الدولة من هذا الطالب بعد تخرجه ..
وهنا نقف قليلاً ...؟؟ لما نزيد من عدد الضحايا والنفسيات المحبطة، والضغوط على الشباب والفتيات في هذا المنعطف المصيري ؟؟ لماذا يدفع الطالب الفجوة بين أفكار وتوجهات مركز قياس ومخرجات التعليم في هذه المرحلة الحاسمة والهامة في مسيرة خريجي الثانوية.. لما لا تكثف البرامج الارشادية لكشف الغائب عن حاضر كل طالب عن ما بعد الثانوية؟
لماذا لا يكون هناك منهج دراسي في هذه المرحلة يكتسب الطالب والطالبة من خلاله مهارات تطبيقية تمكنه من بناء رؤيته المستقبلية وتساعده على كشف خارطة الطريق المجهوله .. رفقا بأبنائنا وبناتنا في هذا الزمن الذي تعصف به التيارات كل جانب ...