الصراع بين الدين والفن
بقلم: مضاوي القويضي
مشكلة الصراع الطويل الدائر بين الدين والفن طويلة ضاربة في عمق التاريخ هل الغناء حلال أم حرام؟ وهل الفنون الدرامية حلال أم حرام؟ ولست أتصدر هنا للفتوى فتخصصي دراسة آيات القرآن الكريم وتفسيرها والله يقول في كتابه ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُوًا* { ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُوًا أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهينٌ﴾ [: 6] ولما ذكر الله صفات المحسنين ذكر صفات المسيئين فقال: ومن الناس - مثل النضر بن الحارث - من يختار الأحاديث المُلْهِية ليصرف الناس إليها عن دين الله بغير علم، ويتخذ آيات الله هزؤًا يسخر منها، أولئك الموصوفون بتلك الصفات لهم عذاب مُذِلٌّ في الآخرة. - المختصر في التفسير وقيل في الحديث أن لهو الحديث الوارد في الآية هو الغناء إذ أقسم عبدالله بن مسعود على ذلك ولكن هل الغناء على إطلاقه محرم فالجواب لا والله أعلم لأن ليس كل غناء فاحش يصد عن الذكر والصلاة ثم يجب ألا ننكر أن المقامات يتلى بها القرآن الكريم والدعاءوالإنشاد الديني هذا فيمايخص الغناء والموسيقى بالنسبة للتمثيل والكتابة للدراما ومايخصها فالمشاهد على قدر من الذكاء والحس النقدي ويعرف مالنافع وماالضار ولديه رقابة ذاتية للتمييز وقس على ذلك باقي الفنون التي تسمو بالروح فإلى متى يظل التخلف في حياة أمتنا سيد الموقف ومتى نعيش لنرتقي بفكرنا وثقافتنا التي كانت سيدة ثقافات الأمم فإنما جعل الفن لنسمو لا لنحجر واسعاً وماأريد قوله فلا تعارض بحال بين الدين والفن إلا لدى المتنطعين الذين هلكوا وأهلكونا بفكر سقيم ألا بعدا لهم لن تسود الأمة إن أصغت لنداء التكفير والتجريم و التزمت فلنقل لهم جميعاً لا ولكن* متى؟!* أرجو ألا يكون ذلك بعد خراب البصرة