كيف نحقق النجاح في معادلة هدايا النجاح
احمد محمد السعدي*
إن هدايا التفوق وسيلة تحفيز يجب أن تناسب أعمار الأبناء بدون مبالغة وتكلف من قبل الأهل كون رب الأسرة هو الخاسر الوحيد في هذه المعادلة، وإنّ الهدية أيا كانت تعد دعماً معنويا كبيراً للطالب، كما أنها تشجع الطلبة بشكل عام على نيل أعلى الدرجات، وبذل المزيد من الجهد والعطاء خلال العام الدراسي، إلا أنه وعلى المدى البعيد قد تكون لها سلبيات يغفل عنها الآباء أحياناً، حيث ينتج عن ذلك تقاعس الأبناء في القيام بالواجبات المنوطة بهم سواء الدراسية أو الحياتية بشكل عام إلا في حالة وجود مقابل، ويجب الحرص على اختيار الهدية المناسبة، حيث أن العديد من الهدايا المقدمة لهم قد تكون عاملاً مساعداً في هدم ما تم بناؤه طيلة عام دراسي كامل رغم أن نجاح أي فرد يعتبر نجاحا للأسرة بأكملها وثمرة لاهتمام ورعاية سابقة تكون متبوعة دائما بوعود تشجع الفرد على بذل المزيد من الجهد. وبعد تحقيق هذا النجاح وبشكل قوي يحتار أولياء الأمور في اختيار الهدية المناسبة.
فالإنسان بطبعه قد يبذل أقصى ما لديه من جهد عندما يعلم أن هناك مكافأة أو جائزة في انتظاره، وبالتالي فإن الطلاب اليوم بحاجة إلى تشجيع حتى يذاكروا دروسهم أولاً بأول ، وإن الواجبات المدرسية كثيرة ومملة نوعاً ما.
كما أنّ ضغط المواد الدراسية كبير لدرجة قد يشعر خلالها الطالب أحياناً بالسأم والضجر، وذلك في ظل البيئة المدرسية التي قد تخلو من المتعة، علما أن مطالب الأجيال السابقة كانت أسهل، لعدم وجود هدايا النجاح.
كما أن ميزانية بعض الأسر لاتحتمل مثل هذا الأمر . إن هدايا التفوق يجب أن تكون وسيلة لتحفيز الأبناء وليس لتدميرهم، وأن تناسب أعمارهم، وعلى الآباء عدم المبالغة في وعودهم حتى لا يخسروا ثقة الأبناء، فالكثير منهم مثلا غير قادر على شراء الهدايا الثمينة ومع ذلك فهم يوعدون أبناءهم بشرائها لهم إذا تفوقوا، وعندما يحين وقت الوفاء بالوعد، يتملص الآباء بأسلوب يعصف بمصداقيتهم لدى الأبناء.
وأنه ليس مع فكرة تعويد الأبناء على الهدايا، لأنهم سيتخذونها حجة للمذاكرة من عدمها، فإذا وعدوا بها ذاكروا بشكل جيد، وإلا تقاعسوا، فيجب انتقاء هدايا ذات قيمة معنوية مثل الرحلات الترفيهية، والدورات التدريبية، التي تساهم في صقل مواهبهم وهواياتهم.إن أجمل ما في الهدية أنها ترسم ابتسامة على وجه المهدى إليه وتدخل البهجة إلى قلبه، لاسيما إذا جاءت مناسبة لسنه وطبعه وشخصيته وحاجته، وإن اختيار الهدية يجب أن يستند إلى أربعة أمور أساسية عمر المهدى إليه، طبيعته وهواياته ونوعية العلاقة التي تربط بينكما.
وبناء على ذلك يمكنك تحديد ميزانيتك، ومن ثم البدء في مغامرة البحث عن الهدية المناسبة ولكننا بالهدايا، نغرس في الأبناء أن العلم ليس بقيمة ،لذلك نحفزهم للدراسة بالهدايا وكأنها هي الأ كبر قيمة. إن جميع هذه الطلبات طبيعية لجيل هذا العصر فكل شيء حولهم مفتوح أمامهم الإنترنت وأنواع الأجهزة التي تحوي برامج عديدة تجذب العقول وتفتح الأذهان لكل ما هو جديد وعصري، والمقارنة جداً متعبة بين جيلنا بالماضي والجيل الحالي ولكن يفترض على الأهالي أن يسددوا ويقاربوا، إن جميع الهدايا وبالوقت ذاته لايقبلوها كما هي.
والأمر الآخر حسب الهدية المطلوبة إذا كان هناك نفع منها على قدرة الطالب أو الطالبة العقلية فلا بئس من إحضارها مع مراعاة الظروف المادية للأسرة نفسها، فليس من المنطق أن يراكم الأب ديونا عليه بسبب هدية نجاح إبنه الذي طلب منه سيارة أوغيرها، وهنا أيضاً يجب على الطلاب والطالبات أن يطلبوا الهدايا المعقولة من أهاليهم الذين تعبوا كثيراً خلال السنوات على مساعدتهم للنجاح، ولا ينسوا أن الهدية تقدم من الشخص على ذوقه وعلى مزاجه بغض النظر عمن سأهديه الهدية، وما ألاحظه في هذا الوقت أن الهدية باتت تطلب من الطرف الآخر وعليها شروط أيضاً. -الهدية وسيلة وليست غاية : ينبغي التأكيد على الأبناء أن الهدية وسيلة والنجاح هدف وليس العكس , فالهدية وسيلة تشجيع للطالب وزيادة حرصه لطلب العلم ومتى ماحقق هدفه ووصل غايته واكتسب الفائدة المرجوة عندها يعطى هذه الهدية مكافأة على ذلك