رحلة في شطآن الذاكرة
مضاوي دهام القويضي
للماضي ذكرى في النفس حلوة ومرة.. أيام سعيدة وأخرى عصيبة.. وتاريخنا الإسلامي زاخر بالأحداث والسيناريوهات الكثيرة منذ بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مروراً بخلافة الراشدين ومن ثم الخلافة الإسلامية الأموية والعباسية، ومن ثم سقوط غرناطة عام 1492م وصولاً إلى العصر الحديث.
بعد قراءتنا لهذه الأحداث نقف وقفة تأمل.. هل استفدنا من هذا الماضي التليد الغني بالعبر والدروس؟ ولم تأخرنا عن ركب الحضارة والمدنية؟. لماذا صارت الفرقة تفتك بلحمتنا*** والانقسام يمزقنا شر ممزق* إلى أشلاء؟.. أسئلة تحير.. تجول في النفس التائهة..
ألم يقل عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، أمر رباني خالفنا الامتثال له.. أسئلة تطرح دون إجابة!. نتعلم من التاريخ أن نثور على الحكم الفاسد ولا نثور على الجهل الذي سمح للفساد أن يأخذ مكاناً في هدا العالم، لو عدنا لشريعتنا السمحة لما حدث كل هذا؛ ولتقدمنا على سائر الأمم، ولكن متى تهب رياح التغيير؟!
عالمنا مفعم بالأحداث التي غيرت خارطتنا..
انتفاضة فلسطين المكلومة الأسيرة عام 1987م، وحصار غزة الحزينة، والحرب على لبنان 2006م، واليوم نعيش ربيع الثورات العربية، ومازالت بلاد الرافدين جاثمة بلا حراك تحت وطأة الاحتلال منذ عام 2003م..
بلادنا العربية المسلمة التي كانت نبراساً للبشرية والتي علمت العالم كيف تكون الحضارة الإنسانية في أبهى صورها أراها اليوم في ظلام دامس حالك ماخلا بعض النماذج المشرفة من العلماء أمثال الدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز والدكتور زغلول النجار وغيرهم من الدعاة والعلماء في أرض الكنانة. وفي أرض المملكة العربية السعودية مهبط الوحي التي أنجبت علماء ربانيون كثر فخرنا بهم وبكينا على فراقهم أمثال العلامة عبدالعزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين -يرحمهما الله- .
ولا ننسى أبداً أرض تونس الخضراء التي أنجبت ابنها البار أبو القاسم الشابي.. الذي رسم مساراً للإرادة ومازال يردد بيته الشهير إلى الآن.
إن أرض أمتنا خصبة لن تبخل أن تنجب أمثالهم شرط أن نسير وفق النهج الذي سار عليه أعلامنا إلى قيام الساعة. إن أمة الإسلام وهي التي ارتقت بالدنيا وأخرجتها من الظلمات إلى النور وانتشلت العالم من العصور المظلمة وتسلط الكنيسة إلى سعة صدور المساجد ومجالس العلم والتنوير لابد أن تعود إلى سابق عصرها ولا يكون ذلك دون العمل على رقيها من لدن أبنائها وشبابها وهم ثروتها التي تعتمد عليها.
أنا على ثقة بأن العالم سيشهد مستقبلاً مزهراً ناصع البياض لأمة الإسلام.. ستكون قائدة التحضر.. ستكون أمة المدنية الحقة.. سنفاخر بها ونعمل لنصرتها.. وعسى ذلك أن يكون قريباً.