أف لكم .. والله المستعان على ما تنوون وتخططون.
أ.د. محمد حمد خليص الحربي
اناديكم يامن تدّعون الرقي والحضارة . وتدّعون التطور وانكم جعلتم العالم بأجمعه قرية صغيرة. أناديكم واسالكم يامن تدّعون الإنسانية .. يا من تدعون الذكاء وانتم في واقع الأمر في غفلة لا تعقلون. اقول ذلك وبكل ثقة وبملء فمي أقولها ولا اخشى إلا الله وحده. اليس الذكي هو من يتعظ بغيره؟
ما بالكم اذ تؤججوا الحروب في انحاء العالم؟ الستم انتم من إنكوى بالحرب العالمية الأولى والثانية ؟ والستم من تحمل ما يقارب تسعين مليون ضحية من العسكريين والمدنيين في الحرب العالمية الثانية وحدها؟ الستم من يتباكى على ضحايا محارق اليهود المزعومة؟ الستم من يدعي حب السلام ونشره بين الشعوب وتنادون بحقوق الأنسان وحريته ؟
كيف ستكون نظرة ابنائكم واحفادكم في المستقبل؟ هل سيرونكم دعاة سلام ام انهم سيرونكم مجرمين قتلة للأبرياء؟ ام جبانات تركتم الطغاة تبغي بالشعوب وتقتل الأبرياء وانتم تنظرون.. دون تحريك ساكنة.. اليس الساكت عن الحق شيطان اخرس؟ فهل أقررتم بأنكم شياطين؟ الم تروا عدالة الوقوف امام طاغية الشام المدعوا بشار الأسد، الذي يقتل الأبرياء بلا هوادة دون حق؟. الم تروا فجور طغاة ايران بتأجيج الطائفية إشعال نار الكره والحسد، توقد نيران الحروب هنا وهناك وتدعمهم بالسلاح والأفراد. الى متى وانتم ترون أشلاء البشر تتطاير هنا وهناك؟ هل أمنتم ان لا تطالكم الحروب بشررها؟ هل قست قلوبكم؟ ام ماتت؟ الم تعتبروا من فرعون؟ الذي بغى اكثر منكم لدرجة انه ادعى الربوبية. أم انكم تعيشون في عالم آخر؟ ألم تؤلمكم *مناظر القتل والدمار في بورما، ليبيا، العراق، سوريا، في افريقيا، أم ان القتل والدار يسري في دمائكم؟.
ألا تشعرون بالخجل؟ أو الحرج؟ الأ تشعرون بوصمة العار الذي التصق بكم؟
أراكم تروا البشر امامكم بين: قتيل، جريح، جائع، مهاجر، ومهجّر، متشرد، مفقود.
ليتكم تجلسوا مع انفسكم جلسة محاسبة ومناصرة الحق حتى يمكنكم ان تتداركوا بعض ماء الوجه الذي ارقتموه على الثرى رخيص حقير.* عودوا الى رشدكم واحيوا انسانيتكم التي ترقد على فراش الموت تحتظر وانتم تنظرون، صونوا ما بقى لكم من كرامة. أقتدوا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ايده الله وحفظه ورعاه، هذا الرجل العفيف الشريف والحاكم العادل الحازم، الذي ابى إلا ان ينصر الحق ويعلن حربه على الإرهاب في كل مكان، ولم يرضى السكوت على الجرائم والسكوت عليها.
ومها حدث ويحدث فلا بد للحق ان يظهر، فالحق يعلوا ولا يعلى عليه. وتراجعوا عن بغيكم قبل فوات الأوان حتى لا تندموا حين لا ينفع الندم. الم تعتبروا من قتلكم لليابانيين وتدميرهم بضربهم بالقنابل النووية حتى اعتقدتم انه لن تقوم لهم قائمة . واخذتم عليهم المواثيق الغلاظ وتيقنتم انهم انتهوا وهاهم ينافسوكم اقتصاديا واكثر منكم تطورا في التقنيات وكل مجالات التكنولوجيا فتقدموا وانتم تأخرتم واصبحتم تصطفون خلفهم بعد ان كنتم في مقدمة الضفوف؟ اليس هذا الحدث يجعل منكم تتساءلوا؟ ماذا سيحدث؟ ألم يعلمكم الزمن أن الدنيا دوارة ؟ فيوم لك ويوم عليك، اليس فيكم رجل رشيد؟
اللهم انصر المظلومين. وكن معهم على كل ظالم. فانت الحق فارحم عبادك وكن لهم عونا ونصيرا.
عودوا الى رشدكم فإني ناصح لكم، والله المستعان والهادي الى سواء السبيل، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلاة ربي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسل
أ.د. محمد حمد خليص الحربي
أديب وكاتب- مكة المكرمة
*صاحب متحف الحربي ومنتجع الملوك بالعلا