المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024

68عاماً ما زال الدرب مجهولاً ومملوء بعسكر

بقلم الكاتبة ـ *وسيلة الحلبي

ثمان وستون عاماً وما زال الاحتلال جاثماً فوق صدورنا. ثمان وستون عاماً وما زالت دماؤنا الزكية تسيل فوق ترابنا. ثمان وستون عاماً ولا يزال الدرب مجهولاً ومملوء بأعدائنا..

ثمان وستون عاماً مشيناها بين القذا والصخور والأشواك والسجون وقضيتنا الفلسطينية ما زالت معلقة بين الإقدام والإحجام، بين السلام والمعاهدات الزائفة وسجون الاحتلال، والقتل، والدمار، والاستيطان. ثمان وستون عاماً نحاول تحطيم الأصفاد والقيود ونرجو النصر المبين.. ثمانوستون عاماً والصهاينة ينكلون بنا.. ويجرفون أرضنا، ويحرقون زيتوننا ، ويهدمون منازلنا. ويقتلون شبابنا وأطفالنا. ثمان وستون عاماً.. ونحن في كفاح وجهاد لا نتخاذل ولا نتهاون، ندافع عن الأرض والعرض والدين والأهل والولد. ثمان وستون عاماً حصدت فيها ملايين أرواح الشهداء الكرام العظماء.. ولا زلنا عاجزين ثمان وستون عاماً.. وجميع الحكومات المحبة للسلام والحق تجاهد وتناضل معنا في سبيل النصر والتحرير ثمان وستون عاماً بحَّ في حلقنا السؤال. أين نحن؟ أين فلسطيننا؟ متى نعود لأرضنا. لبيتنا. لقدسنا. لبياراتنا لزيتوننا.. لمآذننا.. ثمان وستون عاماً ونحن نرزح تحت الاحتلال العقيم. لن نمل أبداً ولن نسأم.. بل سنجاهد حتى النصر بإذن الله

ثمان وستون عاماً أطفالنا كبروا، شبابنا شاخوا، شيوخنا اندثروا. والجميع لسان حالهم الأرض.. الأرض.. العرض.. العرض.. العودة. العودة.

طفلتي تسألني عن العودة وكذا أطفال فلسطين فأجيب:

ثمان وستون عاماً يا طفلتي عشتها ولا يزال الدرب مجهولاً وملغومًا ومملوء بعسكر، ستة وستون عاماً مشيتها بين الألغام..

تحت الصخور والسجون والألم، حكايتي ما زالت تحتضر، بنيتي لا تيأسي، لا تصمتي ثوري بنية واصرخي، حطمي القيد والأصفاد في اليوم الأغر

طفلتي. مَنْ قصَّ ضفائرك الحزينة؟ مَنْ جرَّح وجهكِ بالسكين؟ مَنْ كَسر لعبتك الجميلة؟، من ألقى النار على شفتيك الرائعتين.؟ مَنْ سحب من عينيك نار الشرر. أليس صهيون عدو البشر؟

طفلتي.. من نزع أظافرك الطويلة؟ *من حفر على خديك شوارعا من القهر؟ من سارع لقتل الفرحة في عينيك الخضر؟ *أليس صهيون عدو البشر؟؟

طفلتي.. من وضع السم في حلقك؟ من زرع الخنجر في خصرك؟

من رش الحقد على صدرك؟ من عاث شغباً وتخريباً بزرعك بأرضك.. ببيتك.. أليس حقد البشر.؟؟.

طفلتي ثمان وستون عاماً مضت ونحن نكافح جذور الشرر ونحن نقاتل صهيون عدو الإسلام والبشر..

طفلتي.. ثمان وستون عاماً مضت ن نيأس ولن ننسى وسيأتي اليوم الذي فيه سننتصر

طفلتي زلزلي الدنيا عليهم واقتلعي برموشك العذارى.. الشوك والأحزان من قلوب الحيارى. حبنا للأرض أبداً لن يتغير. وسنزرع زيتوناً ورماناً وعنباً وقمحاً وزعتر. وسنقبض على عنق السنابل مثلما نعانق خنجر..

طفلتي.. ثمان وستون عاماً مضت. قنابل في الأرض تدفن. ثمان وستون عاماً حبيبتي.. ما زال الدرب مجهولاً ومملوء بعسكر. ليقتل قلب حبيبتي صغيرتي. قبل أن تدرك معنى العشق وتكبر.

وبعــــــــــــد:

ثمان وستون عاماً.. كل كلمة أكتبها تعادل خنجر.. ثمان وستون عاماً.. ما زال دم الشهداء صارخاً يزمجر.. أعيدوا الحق لأصحابه.. فلسطين يا أم المدائن سنحضنك بالنصر المؤزر.. وتنادي مآذنك العظيمة.. إنه النصر.. إنه النصر.. الله أكبر.. الله أكبر. ثمان وستون عاماً مضت استشهد الملايين وولد الملايين.. وجميع من استشهدوا وولدوا حال لسانهم.. الأرض والعرض والنصر المبين.. كلنا فداؤك يا فلسطين.

*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطيني

*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

بواسطة :
 28  0  9.3K