لُصوص العقول
بقلم ـ غازي الثقفي
منذ خلق الله الأرض ومن عليها ،هناك سارق ومسروق فتنوعت السرقات ، وتطورت حتى فجر الإسلام فأرسل الله سيدنا محمد "صلى الله وعليه وسلم " ليطهر النفوس ويدعو إلى سبيل ربه بالموعظة الحسنة وأنزل عليه القران الكريم دستورا واضحا جليا ، بما فيه من أحكام ونصوص ، فيقرر قطع يد السارق وجلد الزاني وجميع الأحكام التي تصلح لكل زمن ومكان ، وكذلك كانت قبل الإسلام ، الشيم العربية والأعراف الوضعية تعتبر السرقة من أكبر الجرائم ، بل ويهجر من قام بها ويجلى عن قبيلته ، ولكن مع كل ذلك يستمر فنانوا السرقات في تطوير طرقهم ، مع تطور المجتمعات ، لكنهم اصبحوا يعملون في العلن فكانوا في السابق لا يعملون إلا في الخفاء ، ولا تتم السرقات إلا في الظلام بعيدا عن أعين الناس والسلطة ..
واليوم أصبحت السرقات معلومة فهناك من يسرق وطنه ليبيعه لغيره وهناك من يسرق الأخلاق والمبادئ ليدمر القيم المجتمعية، وهناك من يسرق الدين ليبيح المحرمات ويستبيح الحرمات..
ولكن ستجد هذه السرقات من يتصدى لها بقوة من السلطات والمجتمعات بتطبيق الأحكام الشرعية وبقوة السلطة والنظام..
وفجأة تخرج لنا سرقات جديدة هي الأمر والأشد في زمن أصبحنا فيه قرية صغيرة تحتوي العالم كله.. إنهم.
(لصوص ** العقول)
فقد أفرزت لنا الصحوات وما يسمى بالحركات التنويرية أجيالا من لصوص العقول فلعبوا على العقول ، باسم الدين وحركوا مشاعر الجهاد لنصرة المستضعفين من المسلمين ، وفرحوا واشتد فرحهم بإقامه دولة الخلافة في مصر على يد الإخوان وتغنوا بها وبقادتها وخطبوا وزلزلوا المنابر ، ورد الله كيدهم في نحورهم ، وأصبح من كان رئيسا بالأمس يصنف إرهابيا اليوم ،وكان الاصح ان نضع كل من تغنى له تحت هذا المسمى ليعرفه الكل لكنهم كالحرباء يتلونون وتغير أهواءهم فلا يستمرون على مبادئهم ، ويبيعون بيعتهم علنا ، ولكنهم يعملون في الظلام كالخفافيش فيظهرون مالا يبطنون وعادوا خلف حواسيبهم وأجهزتهم ليتغنوا بداعش وليمجدوها وليعودوا لحالهم السابق بإقامة دولة الخلافة وليسرقوا عقول أبنائنا وليقوضوا أمن هذا البلد ونسوا أن دعوة الخليل عليه السلام ستبقى ما بقيت الأرض " ربي اجعل هذا البلد آمنا " ونسوا أن إبراهيم كان أمة وكان خليل الله عليه السلام. ونسوا وتناسوا أننا شعب وقيادة يدا واحدة، ولن يتمكنوا من تفتيت هذه اللحمة التي قل ما تجدها في زمننا هذا
ولم ينجحوا ولن ينجحوا بإذن الله، فبلدا تقام فيه أحكام الله الشرعية لن يستطيعوا ان يخترقوه ليخرقوا السفينة ومهما قدموا من نماذج وسرقوا من عقول فهم رعاع ومها تلبسوا بالدين فهم مكشوفون..
لصوص العقول يسعون إلى أولادنا ليغرروا بهم، ونحن ساهمنا في تسليم أولادنا لهم، إذ تركناهم في قرية العولمة دون رقيب وابتعدنا عنهم ليجدو ألف أبا بدلا عنا وألف صديق وأخ. عز له نراها من أبنائنا ولم نحرك ساكنا لا نعلم مع من يتكلم ويتواصل عبر أجهزتهم، غارقين في هموم الدنيا ناسين أن الأولاد أمانة وأن كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالخلل يبدا من البيت فلا تتركوا أولادكم فراس سهلة في ايدي لصوص العقول احفظوا أولادكم من تحت أيديهم وافضحوا هؤلاء اللصوص في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فلصوصنا منا وفينا ولصوص الخارج يحومون حول الحمى، لكننا وبرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سنتصدى لهم وسوف يأتي يوما..
لنصبح نحن اللصوص، ولكن لصوص الحق لنستعيد ابنائنا من بين أيديهم.
حماك الله يا وطني