رسائل لم يحملها البريد كم يحتاجنا المسنون
خطت المملكة العربية السعودية خطوات مشرفة في رعاية المسنين ورعايتهم من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات والمؤسسات المعنية بهم ونتطلع إلى زيادة حجم وفاعلية وكفاءة البرامج التي تقد م للمسنين في مجتمعنا، برامج تتميز بالتخصصية والجودة والشمولية تهتم بحاجات ومشكلات المسنين وأسرهم الطبية والنفسية والاجتماعية. وفي اعتقادي أن هذا لا يتأتى إلا بتخصيص برامج رعاية المسنين وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا الجانب، على أن يقوم هذا القطاع بإنشاء مراكز متخصصة لرعاية المسنين ويعمل على توفير أشكال الرعاية المختلفة لهم والمتمثلة في برامج الرعاية الإيوائية الدائمة والمؤقتة، والبرامج المنزلية وبرامج الرعاية النهارية: لجميع المسنين الذين يرغبون في شغل أ وقات فراغهم إضافة إلى الخد ما ت النفسية التي يحتاجونها أكثر من أي شيء آخر. حيث أنهم يعانون من مشكلات نفسية كثيرة أهمها عقوق الأبناء لهم بهجرانهم وعدم السؤال عنهم أو زيارتهم وعلاج المشكلات الاجتماعية التي تواجههم وأسرهم وتعزيز شبكة العلاقات الاجتماعية بينهم وبين أسرهم والمساعدة مع الجهات ذات العلاقة للمساعدة بالأفكار الخلاقة والمبدعة للبرامج الاجتماعية والثقافية والأنشطة الترويحية والفنية والحرفية المقدمة لهم.
قال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
في هذا الزمن المخيف، زمن المادة وفي هذه الغابة الدنيوية التي يأكل القوي فيها الضعيف، تحتاج البشرية إلى من يذكرها بهذه المعاني القرآنية العظيمة، بعد أن جعلت للمسن يوماً أسمته "اليوم العالمي لرعاية المسنين".
فالمسنون الذين أمضوا حياتهم فداء للأبناء وقضوا جل وقتهم في خدمة البلاد والعباد ماذا أقول لهم فو الله لو مددت جسدي جسرا يمشون عليه لما أوفيتهم حقوقهم. والويل كل الويل لمن يهضم هذه الحقوق ويعتدي عليها لذا لابد من رفع درجة التوعية على الموضوعات التي تهم كبار السن مثل مفهوم الشيخوخة، وضرورة التوعية بالأمراض التي تصيب كبار السن مثل أمراض القلب والشرايين والسكر والضغط المرتفع والزهايمر. نسمع ونقرأ كثيرا عن عقوق الأبناء للآباء هداهم الله وهدانا حيث يعرضونهم لإساءات خطيرة، فيضربونهم ويعذبونهم عذاباً جسدياً ونفسياً، ويسرقون أموالهم، وهذه الإساءات ليست مقتصرة على طبقة اجتماعية معينة، بل تحدث في كل طبقات المجتمعات على حد سواء، في المدن والقرى والأرياف. والغالبية يعرف ذلك ولا يعترف بما يجري، لأنه تصرف مخيف لدرجة تمنعنا من الاعتراف بوجوده. ولم نكن نريد أن نصدق أن مثل هذه الأشياء يمكن أن تحدث ولكنها موجودة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ولا يعرف حق كبيرنا». ومن خلال سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام عرف الصحابة والتابعون صوراً عظيمة في هذا المجال، فقد روى البيهقي عن أنس قال: "من السنة أن توقر العالم وذا الشيبة والسلطان والوالد، ومن الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه": قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أكرم شاب شيخاً لسّنه إلا قيّض الله له من يكرمه عند سنه." وإذا كان التوقير للكبير والإحسان إليه مطلوباً، فإنه أشد وجوباً مع الوالدين، لأنهما كانا سبب وجود الابن في الحياة بعد الله، ولا تقتصر الرعاية على الطعام والشراب واللباس، بل إنهما في أشد الحاجة إلى الكلمة الطيبة واحترام الرأي وإشعارهما بأنهما لم يزالا موضع نصح وإرشاد وتوجيه. قال الله تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم)"والمسنون من جميع فئات المجتمع هم أمانة في أعناقنا.
لحظة دفء
إنهم المسنون ولهم في أعناقنا دين كبير هل نؤديه لهم. وأردد مع المسنين " زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة " جعلنا وإياكم من البارين بالمسنين أينما كانوا لأن الدور علينا أولا وأخيرا.
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين عضو اتحاد الكتاب والادباء العرب