مقاطع الوهم...لماذا تنتشر؟
مع ثورة الاتصالات الحديثة وسهولة التواصل ونقل المعلومة برزت مشكلة جديدة وهي انتشار بعض المقاطع التي تروج للوهم أو تنشر معلومات خاطئة ومعظهمها يستهدف أكثر مجالين مرتبطين بالإنسان وأعني الطب والدين وسأتحدث باختصار عن المجال الطبي بحكم الاختصاص.
يعتمد تجار الوهم ومروجو هذه الأفلام والمقاطع والصور على حاجة المريض الشديدة لأي بصيص أمل في بعض الأمراض وأحيانا لنقص معلوماته عن مرض ما أوعلاج معين،فمثلا انتشر مقطع عن علاج للسكري بديل للإنسولين ويؤخذ اسبوعيا وفي الحقيقة هو نوع من الانسولين بخصائص معينة ويؤخذ كل 2-3 ايام ، وأيضا كثرة المقاطع عن الخلايا الجذعية وعلاجها لكثير من الأمراض ، ورغم أنها تعطي أملا كبيرا بإذن الله وقد تكون الفتح القادم في الطب مثل المضادات الحيوية، إلا أنها ما زالت في طور التجارب واستخداماتها ما تزال لأغراض بحثية وإجراء التجارب، أما الادعاء أنها تعالج السكري من أول جلسة أو تعالج المفاصل أو تعالج السرطان فهذا كله محض افتراء ومع الأسف تنتشر الدعاية حتى في الدول المتقدمة وقد حذرت وزارة الصحة من بعض هذه المراكز وأنها تأتي لاستغلال مادي بحت.
وهناك مقاطع مخيفة عن علاج لبعض أمراض الظهروالمفاصل وقد حذر منها مختصون لأضرارها الخطيرة وانتشرت مقاطع أيضا لربط "تنسيم الرأس"!!.
ويعتمد مروجو هذه المقاطع على حاجة الناس وعلى نقص معلوماتهم و ربما أيضا نقص ثقتهم في بعض الممارسين الصحيين ، والغريب أن من يحاول أن يصحح هذه المقاطع الوهمية من مختصين ، لا يجد نفس الرواج الذي يجده مروجو الوهم ، والواجب على من نشر مقطعا اتضح خطؤه أن ينشر التصحيح فهو بمثابة الكفارة عن خطأ المعلومة الأولى، وعلى الانسان أن يتثبت قبل أن ينشر المقاطع والرسائل حتى لا يكون شريكا في انتشار الوهم.
*
ويقع جزء من المسؤولية على الكوادر الصحية لتقوم بدورها في نشر التوعية الصحية والذي يجتهد فيه البعض كأفراد ومؤسسات لكن مازال الطريق طويلا ويحتاج المزيد من التآزر والدعم.
*
هذه محاولة للإجابة على سؤال العنوان ولعل بعض من يقرأ يدلي برأي ، فالموضوع واسع ومتاح للنقاش أملا في الفائدة، وفق الله الجميع لكل خير.*