الحب في التعامل
عندما يُمنع الماء عن تربة ما تحتضن بذورها فإنها تُصاب بالجفاف ويَقِل عطاؤها وإن كان هناك عطاء فسمته الرداءة لأن الجفاف ﻻ يولد إﻻ جفافاً و كذلك هو الحال بالنسبة للقلب .
فالقلب يحتضن الكثير من المشاعر النبيلة وهو منبع القيم فإن مُنع عنه الحب أصابه الجفاف وقل عطاؤه وﻻ يولد سوى صفات تفتقر للمرونة تظهر بصورة غير جيدة من الفرد .
الحب احتياج أساسي للإنسان ،وإن كان وقع ذكره على البعض قويا و يُعد عيبا إﻻ أنه قيمة عظيمة جدا ، استهلك مسماه بطريقة غير جيدة حتى أصبح التعامل معه يُستنكر مع مفردات الحياة-ربما.
التعامل بالحب من أرقى أنواع التعامل مع الأشخاص والأشياء فهو يجعل الفرد منا أكثر مرونة وتقبلا على مستوى الحياة ويمنح قلبه التسامح والرضى وينقيه من الصفات غير الجيدة
التعامل بالحب يَنقد الأفكار الواردة من العقل بمنحها طاقة حب ويخرجها أفكارا تراعي الآخرين وفروقاتهم عند تنفيذها على أرض الواقع فﻻ تجعل تنفيذها يتبع صدورها من العقل مباشرة دون معاينة القلب لها بالحب ويشترط حضور الوعي والإدراك في تعامﻻت القلب والعقل ليتحقق التوازن .
الحب لا يعبر عنه فقط بتقديم الهديا والزهور أو نظم القصائد الجميلة فهناك أمور مهمة تمنحه الاستمرار في خط مزدهر لأن التعامل مع المرأة بحب يعني أن تشبع لديها حاجاتها العاطفية أوﻻ من رعاية وتفهم واحترام وإخﻻص وثقة وطمأنينة فإنها بذلك تخضع وتلين وتبادل الحب بالتعامل وستنجح فقط هي الأخرى حين تحقق للرجل في تعاملها معه حاجاته العاطفية من ثقة وتقبل وتقدير وإعجاب وتشجيع والعكس في مبادرة أيهما صحيح.
التعامل بالحب مع الأشياء يعكس علينا الكثير من الهدوء ويزيد من صحتنا النفسية كمن يتعامل مع قهوته بحب فإنك تجده يحتسيها ويستشعر فيها سعادته ،يعيش لحظته معها و بعد أن ينتهي منها ينظف الكوب بعناية ويجففه و يضعه بمكانه المخصص بعكس اﻵخر يحتسيها وهو يفكر في العالم أجمع ،ويكون بذلك جمع مايكفي من مشاعر سلبية و بعد أن يفرغ منها يتركها حيث هي أو يرميها بقوة على طاولة ما دون الاكتراث بما سيحدث لها من تحطيم أو تهشيم وهذا كله ينعكس على نفسيته .
هناك العديد من أساليب تحقيق الحب تجاه اﻵخرين في تعاملاتنا معهم ،منها : تنقية القلب من الشوائب التي نهانا عنها رسولنا الكريم عليه أفضل الصﻻة وأتم التسليم في حديثه عندما قال: (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه)[239] رواه مسلم
وهو لنا قدوة حسنة ..