علاقتنا البشرية
لا يُمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض ، فالأشواك التي تُحيط بها تكون حصناً منيعاً لها ، ليس عن أعدائها فقط بل حتى عن أبناء جلدتها ، فإذا أطلّ الشتاء برياحه المتواصلة و برودته القارسة إضطرت القنافذ للإقتراب والإلتصاق ببعضها طلباً للدفء ومتحملة ألم الوخزات و حدّة الأشواك، وإذا شعرت بالدفء إبتعدت. حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى وهكذا تقضي ليلها بين إقتراب و إبتعاد ، الإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح والإبتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها ..
كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية .ولايخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره ولكن لن يحصل على الدفء مالم يحتمل وخزات الشوك والألم ؛ لذا من إبتغى صديقاً بلاعيب عاش وحيداً ، ومن إبتغى زوجةً بلانقص عاش أعزباً ، ومن إبتغى أخاً بدون مشاكل عاش باحثاً ، ومن إبتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه ، فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا . وإذا أردت أن تعيش سعيداً .فلا تفسر كل شيء .ولاتدقق بكل شيء . ولاتحلل كل شيء فإن الذين حللوا الألماس وجدوه فحماً ..!!
*