المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

زائر

التربية بالحوار الهادىء بعيد عن حوار الديكة

أ.نزار رمضــان
التربية بالحوار الهادىء بعيد عن حوار الديكة( نقار وشجار )* وحوار الطرشان( صُم بكم) نموذج فريد وعجيب يدرس في أكاديميات التنمية البشرية ومنظمات صانعي القرار ليتعلم التربويون والسياسيون فأحياناً كلمة من قائد أو مربٍ ترفع أقواماً وتضع آخرين* ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يأَبتِ ﴾ [يوسف: 4]. فجمال كلمة (يا أبت) وترددها على أسماع يعقوب - عليه السلام - وبكل ما تحمله من فيض عاطفي وتدفق وجداني، تبين حسن اختيار هذه الكلمة، في حوار الابن مع أبيه والملكية الوجدانية على الآباء تربية الأبناء ولو كانوا صغاراً على الألفاظ المتلألأة الجميلة .
﴿ يبُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ ﴾ [يوسف: 5].
ففي هذا الحوار من الأب تمهيداً وجدانياً مثيراً ومنبهاً للابن-وبكلمة حسنة-يُحذِّره من عواقب ذكر رؤياه لإخوته استعطاف وجداني وإشارة قوية للحب والحماية لكي تعطي أمراً وينفذً نهياً هيء القلب أولاً ليستقيم السلوك ثانياً تحنن وتودد قبل الأوامر والنواهي فهي كالحديد.
﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ [يوسف: 13].فيعقوب - عليه السلام - بهذه الكلمات، وبأسلوبه الجميل لطَّف الحوار مع أبنائه، ثم ختم كلامه بالاعتذار عنهم بأنه في حال لعبهم وانشغالهم وغفلتهم عن يوسف لربما أكله الذئب حتى الأدب مع المذنب فيا أيها المربي والقائد عالج انحرافات من تربي برقي الحوار ولو القلب موجوع لا عذر لجفاف اللطف وبؤس الكلمة.
﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39] أي أدب وأي خلق إسناد الصحبة له والإشارة إلى وحدة المكان والمصير المشترك ثم التمسك بالدعوة وقت الأزمة يا دعاة يا قادة يا مربووووووون بادروا تحركوا كونوا أرباب فكرة دعاة لا قضاة نعم للتحرك لا التبرك للود لا الشد .. اختر كلمات حوارك لماذا الواحد القهار ؟ مناسبة للحالة والمكان . ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا ﴾ [يوسف: 41].ففي هذا الحوار ومع أن نبي الله يوسف - عليه السلام - في السجن، كانت كلماته وعباراته ناصعة، ومؤنسة، يتحبب إلى السجينين، ويخاطبهما بالصحبة لهما؛ ولهذا استخدم ضمير المخاطب؛ لأجل تقريب الألفة والمودة، وهذا يدل على فنون الحوار في حسن اختيار العبارات.
﴿ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا ﴾.
فقد تلطَّف الساقي بالسؤال، ووصف يوسف - عليه السلام - بمنزلة الصِّدِّيقية، وهذا من حسن السؤال وفن من فنون الحوار.
وعلى هذا فإذا كانت تلك طريقة مخاطبة الأنبياء مع أقوامهم، أو مخاطبة أقوامهم لهم، وهم على ما هم عليه من الأدب الرفيع، والإيمان الراسخ، فمن باب أولى وأحرى بنا أن ننهج هذا الأسلوب وهذه الطريقة في حواراتنا، ونقدم فيها الكلمات الحسنة، والعبارات الطيبة التي تفتح القلوب وتستميلها .
"إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" احرص على أن تكون مقدمات حوارك صحيحة لتعطي لك نتائج صحيحة ولا تنحرف بالخداع العاطفي"وراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" في حوار المبادىء والأخلاق لا مجال للمساومة والتزلف واللف والدوران خير الوصول للرد المباشرة " هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" الأصل في حوارات يوسف العفة والستر لا اللمز والهمز وقيل وقال كما في غالب الأسر والمؤسسات فلنعلم الأبناء اللطف في القول والفعل حتى لمن جهز بالمعصية فالستر أولى ."قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ"فالجهل هنا وقوع بالمعصية وليس ضد المعرفة والعلم هذا هو العلم الحق التربية الأخلاقية ركزوا على الإبداع والأخلاق .
"قالواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" قمة التواضع بدون لقب العزيز أو الوزير أو ..... إزالة الحواجز النفسية بين المتحاورين .بالابتعاد عن الصدام والتعالي والسلطاوية ما أجمل أن يتبسط المدير للغفير والمعلم للطالب والكبير للصغير ويستمر التواضع اللفظي والواقعي رغم الملك والعلم " رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحين" وللحديث بقية
بواسطة : زائر
 0  0  8.7K