المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 24 أبريل 2024

"المساحة المتاحة - استغلها"

بقلم: سعاد عمر سناكوا

في تعامﻻتنا مع مفردات الحياة أو عﻻقتنا مع الأشخاص و الأشياء دائما هناك مساحة متاحة لكلينا نستطيع أن نستغلها لبناء العلاقة*أو حتى استمراريتها وإن لم تكن ظاهرة هذه المساحة إﻻ أنها موجودة . كعلاقتنا بالقلم مثلا: إذا تعطل عن الكتابة فالسلوك المعتاد إجراءه تجاه هذا الموقف هو التخلص منه(القلم) واستبداله بآخر ونكون بذلك تخلصنا من الشيء ومساحته وهذا وارد مادام هناك بديل عنه .

ولكن السؤال المهم هنا إذا تعطل القلم وﻻ نريد التخلص منه ماذا نفعل ؟! السلوك المعتاد إجراءه بمثل هذا الموقف هو (التذمر والتسخط مما حدث فقط) وان كان السلوك يعتبر اعتياديا وعادة طبيعية بين الناس إﻻ أنه ليس صحيحا وﻻ يؤدي لأي حل حيث يجعل الإنسان يعيش في منطقة ردة الفعل وهي (التذمر والتسخط) وﻻ يخرج منها . والمطلوب منا أن نكون بمنطقة الفعل بمعنى: أن نسعى لإيجاد حل ،فنحن ﻻ ندعو لكبت المشاعر وعدم التعبير عنها كالانزعاج مما حصل أو قد يحصل ولكن ندعو للتوازن في التعبير عن هذه المشاعر وعدم الانخراط في دائرة المشاعر السلبية والمكوث فيها واﻻنشغال بها . فوجودنا بمنطقة الفعل (عطل القلم) هو بسبب أننا ﻻ نريد التخلص منه (القلم) فنستطيع من خﻻل هذه المنطقة إيجاد حل يرضي الطرفين وهو العمل على -المساحة المتاحة -واستغﻻلها بالشكل الإيجابي الجيد .

هذه الخطوة تحتاج منا الكثير من التركيز والتنوير والمرونة حول الموقف ،فإذا أردنا استغﻻل المساحة المتاحة بيننا وبين القلم سنلجأ أوﻻ لاستبدال الحبر إن كان انتهاءه هو سبب العطل وإن لم يكن الحبر هو السبب أو كان السبب وﻻ نستطيع تغييره بإمكاننا الاستفادة من جسم القلم بتزيين حافظة الأقﻻم التي على المكتب بوجود القلم فيها كديكور إضافي أو حتى تزيين جيب الثوب كما يفعل أغلب الرجال أو نستطيع وضعه على غﻻف مذكرة وبجانبها كوب قهوة كل ذلك وأكثر نجده في المساحة المتاحة بيننا حيث أننا بذلك نكون أرضينا القلم باستغﻻله رغم تعطل الغرض الأساسي منه(الكتابة)وفي نفس اللحظة متعنا ناظرنا بجماله الخارجي بوضعه في أماكن مختلفة اخترناها نحن .

-المساحة المتاحة- ربما هي فلسفة ولكن دع لنفسك فرصة إحيائها في حياتك ،انظر كيف تتعاطى مواقف الحياة وكيف تتعامل معها ؟ هل كنت تتخذ دائما خيار التخلص مما يزعجك أم كنت تتذمر باستمرار مما أزعجك أم أنك تعيش المساحة المتاحة لتجد حلا*يرضي الأطراف ؟؟

قد تكون عﻻقتك بالبيئة التي تعيشها( ليست جيدة لك انت) لأنها قد تكون جيدة لغيرك وبنظرتك العادية الطبيعية المعتادة ربما ﻻ تجد فيها عملا*يعكس عليك فوائد مرضية لك أو تجد أنها ﻻ تعطيك ما يرضي طموحك وغاياتك، إن كنت كذلك ففورا اختلِ بنفسك و أفكارك لتجد حﻻ لك فالعمر ﻻ ينتظر أحد .

أسأل نفسك هل تستطيع تغيير بيئتك لأخرى مجدية لك ؟ إن كان كذلك فتقدم لفعله فأنت بذلك تحاكي موقف القلم بالتخلص منه بآخر وهذا الحل مجدي في بعض الأحيان فأنت من تقيس ذلك . وإن لم تكن تملك القدرة على الإقدام على هذا القرار فابحث عن -المساحة المتاحة - وغالبا ستجد نفسك تعيش بمنطقة ردة الفعل. إن كنت كذلك فأول ما تقوم به هو التخلص من تصلب الأفكار والأفكار السلبية ولوم الناس والمجتمع ولوم ذاتك وأسرتك. تخلص من كل سم فكري يفتك بعقلك، أكتسب المرونة في التفكير وانتقل لمنطقة الفعل الذي هو (عمل ﻻ يجدي وﻻ يعكس نتائج مرضية) إبدأ من هنا لإيجاد الحل ،ابدأ باستغﻻل المساحة المتاحة بينك وبين البيئة،تخلص من توقعاتك الكبيرة واللامحدودة التي تعتقد أن بيئتك ستهديها إليك، فالبيئة ليست مثالية للدرجة التي تتوقعها والأفراد الذين يشكلون البيئة والمجتمع ليسو معصومين من الأخطاء فﻻ تنتظر الكمال في كل شئ، كن واقعيا أكثر ووازن الأمور بعقﻻنية أكبر واسأل نفسك : ماهي المساحة المتاحة بيني وبين بيئتي؟ لأني ﻻ أريد أن أستبدلها أو أتخلص منها وهي ﻻ تريد أن تعطيني المزيد ؟

ابحث عن مقوماتك أنت وما هي الخيارات الموجودة لك اعمل على الموجود وﻻ تكتفِ بالمكوث عنده، اطمح وضع لنفسك خططا كبيرة حققها بالخطوات الصغيرة المتاحة لك اﻵن، اعمل على عقلك فهو الثروة العظيمة التي يمتلكها كل إنسان عندما يستغله بالشكل الصحيح.

ﻻ تطلب من بيئتك أن تجعلك رئيس مجلس إدارة أو حتى سكرتيرا لمدير، مالم تعمل أنت لهذه الصورة ، مالم تمتلك أنت المقومات التي تؤهلك لذلك . اعمل على الثروة التي بحوزتك اﻵن: ماذا تجيد؟ وكيف تستغله ماذا تعرف؟ وكيف تعمل عليه ماهي موهبتك؟ وكيف تبرزها مالذي تستطيع أن تعلمه؟ وكيف تبدأ اعمل على ذلك وركز عليه وستكتشف ﻻحقا بأن الكثير من الفرص و الفجوات في الحياة تحتاجك أنت وتنتظرك لتملأها بعلمك وعملك وموهبتك وإبداعك وإصرارك ونجاحك.

استغل فلسفة -المساحة المتاحة- في عﻻقاتك مع الآخرين ، قد يبدر منهم تصرفات تزعجك و ﻻ تعجبك وﻻ ترغب بخيار التخلص منهم لأنهم ليسوا ممن يتخلص منهم. ﻻ تعش منطقة ردة الفعل وتمثل دور المظلوم فذلك ﻻيأتي بنتائج . كن في الفعل بإيجاد حل واستغل المساحة بينكم فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه(ﻻ يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فمها يكن للإنسان من صفات غير جيدة فﻻ تعتقد عدم صﻻحه، فﻻبد من وجود مايرضيك فيه . اعمل على تلك المساحة وارضَ بخلقه اﻵخر و ذلك توازن في العلاقات.

دائما تذكر بأن ما تجده غير مجدي لك في تعامﻻتك مع الأشخاص واﻷشياء قد يكون مجديا للآخر فﻻ تعمم مساحتك أنت للآخرين فلكل شخص- مساحة متاحة- خاصة به في الموقف ذاته تختلف عن الآخر وقد تتشابه أحيانا فأعمل دائما على مساحتك انت .

وأخيرا يجب أن ندرك بأننا ﻻ نستطيع غالبا اتخاذ الحل الأول (التخلص) وﻻ نحبذه دائما بسبب أنه ﻻ يأتي بثماره في جميع العﻻقات و اعتيادنا عليه سيؤثر على عﻻقتنا مع مفردات الحياة المختلفة فنتخذه منهجا وعادة وهذا ماﻻ نريده.

فكن في الفعل واعمل على إستغلال*المساحة المتاحة التي دائما ماتفتح لك آفاقا أخرى وجديدة لم تكن بالحسبان أو في دائرة تركيزك.

بواسطة :
 0  0  9.8K