*موت حافلات أو موت إنفلات
قبل عام كان الطالب عبد الملك العوض -رحمه الله-البالغ من العمر ستة أعوام على موعد من لحظات الوداع الأخير ؛ لدنيا كان يستشرفها أملا واعدا، وحياة جميلة ! كان ذلك الوداع ،وتلك اللحظات المؤلمة عندما كان -كما قيل ويقال دائما!؟- يغط في نوم عميق داخل حافلة نقل مدرسي، كانت متوجهة إلى مقر إحدى المدارس العالمية الخاصة في جدة.
حيث غادرها الطلاب الذين كانت تقلهم الحافلة، وبقي الطالب يغط في نومه داخل الحافلة ! دون أن يعلم به السائق الذي توجه إلى المواقف ؛ لايقاف حافلته إلى حين إنتهاء اليوم الدراسي ، ودون أن تعلم به المدرسة التي كانت هي أيضا تغط في خدمة طلابها!!.
وقبل أيام تكررالسيناريو نفسه -حذو القُذْة بالقُذْة - وذلك عندما نُسي الطفل نواف السلمي -رحمه الله- البالغ من العمر ثمانية أعوام ، واكتشف بعدُ - وفي الموعد نفسه ( انتهاء الدوام المدرسي ) وجوده داخل الحافلة ، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد غطة نوم من الطالب !؟ وغطات نوم من المدرسة ؟!!..
رحم الله المتوفين وعظم أجر ذويهما وجعلهما فرطهما إلى الجنة.. كلتا الحالتين كانتا في إدارة تعليم جدة ؛ إذ لم يكفها الغطة الأولى فجاءت الغطة الثانية، وقد- لا قدر الله- تأتي غطات أُخر فيها، أو في إدارات أُخر..
وكلتا الحالتين تجاوزت حدود التفلت الذي أصبح وأضحى وأمسى شعارنا في التعليم وغيره ، ففي تعليمنا الخاص على وجه الخصوص -كما يعلم الجميع- فأن هذه المدارس الخاصة لا زالت تعيش حالة استرخاء تام في تطبيق الأنظمة واللوائح ، دون رقابة صارمة من إدارات التعليم ، يبدأ هذا التفلت من نزف جيوب أولياء الأمور برسوم طائلة ، ثم استغلال المعلمين والمعلمات -من أبناء الوطن - بأجور بخس تُقسط عليهم بالقطارة ، وبالتقسيط المريح لتلك المدارس ، يصدق عليها المثل القائل (أحشفا وسوء كيلة) بل يتجاوز الأمر ذلك إلى الصرف من جيوب هؤلاء المعلمين والمعلمات على مستلزمات الفصول التي يشرفون عليها ..
كل هذا في كفة وحياة فلذات أكبادنا في كفة أخرى .. فهل سنبقى نغط في نومنا المرة تلو المرة ؟ وهل سنبقى نتهرب من المسؤولية ؟! وننسبها للحافلة أو سائق الحافلة ! دون أن يحرك ذلك ساكنا في الوزارة أولا ، وفي إدارات التعليم ثانيا ، ودون أن نتعلم من أخطائنا السابقة في التغذية الراجعة في التخطيط لمستقبل أفضل ،وحياة علمية أفضل!
حيث غادرها الطلاب الذين كانت تقلهم الحافلة، وبقي الطالب يغط في نومه داخل الحافلة ! دون أن يعلم به السائق الذي توجه إلى المواقف ؛ لايقاف حافلته إلى حين إنتهاء اليوم الدراسي ، ودون أن تعلم به المدرسة التي كانت هي أيضا تغط في خدمة طلابها!!.
وقبل أيام تكررالسيناريو نفسه -حذو القُذْة بالقُذْة - وذلك عندما نُسي الطفل نواف السلمي -رحمه الله- البالغ من العمر ثمانية أعوام ، واكتشف بعدُ - وفي الموعد نفسه ( انتهاء الدوام المدرسي ) وجوده داخل الحافلة ، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد غطة نوم من الطالب !؟ وغطات نوم من المدرسة ؟!!..
رحم الله المتوفين وعظم أجر ذويهما وجعلهما فرطهما إلى الجنة.. كلتا الحالتين كانتا في إدارة تعليم جدة ؛ إذ لم يكفها الغطة الأولى فجاءت الغطة الثانية، وقد- لا قدر الله- تأتي غطات أُخر فيها، أو في إدارات أُخر..
وكلتا الحالتين تجاوزت حدود التفلت الذي أصبح وأضحى وأمسى شعارنا في التعليم وغيره ، ففي تعليمنا الخاص على وجه الخصوص -كما يعلم الجميع- فأن هذه المدارس الخاصة لا زالت تعيش حالة استرخاء تام في تطبيق الأنظمة واللوائح ، دون رقابة صارمة من إدارات التعليم ، يبدأ هذا التفلت من نزف جيوب أولياء الأمور برسوم طائلة ، ثم استغلال المعلمين والمعلمات -من أبناء الوطن - بأجور بخس تُقسط عليهم بالقطارة ، وبالتقسيط المريح لتلك المدارس ، يصدق عليها المثل القائل (أحشفا وسوء كيلة) بل يتجاوز الأمر ذلك إلى الصرف من جيوب هؤلاء المعلمين والمعلمات على مستلزمات الفصول التي يشرفون عليها ..
كل هذا في كفة وحياة فلذات أكبادنا في كفة أخرى .. فهل سنبقى نغط في نومنا المرة تلو المرة ؟ وهل سنبقى نتهرب من المسؤولية ؟! وننسبها للحافلة أو سائق الحافلة ! دون أن يحرك ذلك ساكنا في الوزارة أولا ، وفي إدارات التعليم ثانيا ، ودون أن نتعلم من أخطائنا السابقة في التغذية الراجعة في التخطيط لمستقبل أفضل ،وحياة علمية أفضل!