دمشق اليمن
في عام ١٤٢٨هجرية كنتُ في رحلة علميّة إلى اليمن السعيد حيث شَرُفتُ بتمثيل جامعة أم القرى في الإشراف على مطبوعات الجامعة في معرض الكتاب الذي أقيم في العاصمة صنعاء آن ذاك..
وكنتُ قبل ذهابي إلى اليمن تعرفت على أحد الإخوة اليمنيين هناك فقابلته، وأكرمني أيّماإكرام ،وكنا نتحين الفرص ليطلعني على بعض معالم صنعاء .
*
*وكان قد وعدني برحلة إلى بعض المدن الأخرى ، ومن بينها مدينة دمشق اليمن ، هذا الاسم الذي لم أعرفه من قبل ، والذي لم يفصح لي عنه صاحبي ( وكنت أظنه مدينة إب).. وقبل سفري بيومين توجهنا إلى تلك المدينة، مرورا بمدينة (إب ) تلك المدينة التي تخلب اللب بمناظرها الخلابة ، يعلوها ذلك الجبل الشاهق والمسمى عندهم بجبل الرب ؛ لعلوه وارتفاعه ..
*
وبعد ذلك اتجهنا إلى دمشق اليمن، تلك التي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي ٢٥٠ كم ، حيث دخلنا مدينة عظيمة تكتظ بالسكان ، وبالحركة التجارية ، فقال لي صاحبي: هذه دمشق اليمن .. أخذت أقلب بصري في لافتاتها وإذا مكتوب عليها مدينة تعزّ .. قلت له : هذه تعز ! قال نعم ، ولكنها توصف بأنها دمشق اليمن لجمالها وطيب هواها!..
*
ودمشق اليمن (تعز) هي أكبر محافظات اليمن سكاناً، وهي عاصمة الثقافية اليمنية للعام ٢٠١٣م ؛ وذلك لما تضمه من الآثار الهامة كالمدارس الدينية ،والمساجد والقلاع، كجامع الجندالتاريخي ، وقلعة القاهرة، والمدارس الأثرية كالمظفرية ،والأشرفية ،ونحوها .. وقد أكسبها موقعها بالمرتفعات الجنوبية، مكانة خاصة حيث تقع في سفح جبل صبر ذلك الجبل الشامخ الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 م ، والذي يرمز إلى شموخ أهل تعزّ وكبريائهم .. كلّ ذلك شيء مماراقني ،وأبهج نفسي ، وأثلج صدري ، ولكن ماسمعته من صاحبي شيئا آخر !
*
حيث قال لي : -وهو يحدثني عن جمال هذه المدينة وكمالها -من الحكم المتداولة عندنا :(إذا بغيت العزّ انزل تعزّ). تذكرت هذه المدينة.
*
وتلك الرحلة إلى دمشق اليمن (تعزّ) وهي في محنتها ، وفي حصارها ،وتشويه جمالها ، وتحطيم آثارها واستبدال قطرات غيثها وضباب سحبها وصوت رعدها بدخان المدافع وأزيز الطائرات .. تذكرت ذلك والألم يعتصر قلبي لما رأيته في تلك المدينة من جمال الطبع والطبيعة ،وما ضمته من آثار، وماعزّت به عن سائر المدن اليمنية والأقطار.. تحية إكبار لمدينة دمشق اليمن (تعزّ) ولأبطالها الصامدين ، وهنيئا لهم بالنصر .. ونسأل الله العزيز بعزته أن يكون عزّ دمشق اليمن (تعزّ) عزّا لدمشق الشام (دمشق) ، ونصرا لتحالف سلمان الحزم في اليمن وفي الشام ، بإذن الله !
*