المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

زائر

النهضة اليوسفية (٢)

أ.نزار رمضان
لا توجد نهضة أسرية أو وطنية بدون تخطيط وسورة يوسف تتبنى التخطيط بطريقة فذة من إخوة يوسف وطرق الكيد به إلى الذهاب لمصر وكذلك النهضة الاقتصادية المصرية بعهده عليه السلام لا يمكن أن نعمل في مؤسساتنا ( الأسرة - الشركة ) بدون خطة وأهداف وإلا ضعنا وضيعنا من نعول سورة يوسف تنادي بأعلى الأصوات لكل مؤمن أن خطط بادر هدف تحرك نحو هدفك بحكمة وعلم ((وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ))*
التخطيط بمشهد الجب ومشهد امرأة العزيز وبمشهد أخذ بنيامين في مصر والتخطيط الأقتصادي الفذ لإنقاذ مصر .
فللقائد والمربي تربية الأتباع على الحكمة والعلم من خلال تدريب فعال ومواقف حياتية وتجريب واقعي ولذلك لا بد أن تكون لنا قاعدة مهمة بالتربية كل ما يستطيع أن يقوم به الابن فليقم به هو ليكتسب العلم والحكمة.
ألقي يوسف بالجب الظاهر شر له وكان خيراً ونجاةً وعاش بقصر العزيز والظاهر خَيْرٌ له فكان ابتلاءً والسجن الظاهر شرٌ له فكان خيراً له "وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"
فهم أرادوا والله أراد فكانت إرادة الله نافذة. (أٓرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ*) لم يعب يعقوب اللعب ولم ينتقد الترفيه لما لها من حاجة نفسية وضرورية في تربية الكبار قبل الصغار وأحوج ما تكون للأطفال بل لو قلت أن كبرى الشركات تخصص أياماً للترفيه والبعض دقائق أثناء العمل نعم التقارب والتواد بين الجميع في ساحة اللعب .
بالله عليك أيها الأب أيها القائد آخر مرة لعبت مع الأبناء - الموظفين ؟! متى ؟! آخر مرة ابتسمت وضحكت ؟! آخر مرة نكّٓت وفزرت وهرجت ؟! كم مرة غنيت ونشدت؟! .يقول علماء التربية استجابات الأبناء وتعلمهم خلال الابتسامة أكثر من ١٤ مرة خلال التربية والتعلم التقليدي .
الإحسان قيمة لا تتبدل أو تتغير مهما كانت الظروف والحالات يا صاحب الشركات والعقارات وَيَا مربي الأجيال مهما مرت بك الأعاصير كن محسناً .... يوسف صبياً بالغاً "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "**وزيراً بالقصر" قالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "
*بالسجن "وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "*بالملك"وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"* اتصف بالإحسان في كل مراحله قارن نفسك أخلاقك قبل المنصب وبعده قبل المال وبعده قبل الشهرة وبعدها قبل الزواج وبعده ....كن ثابت المبدأ نغرس الثبات والرجولة في قلوب الأبناء مهما قبض الرزق أو انبسط نحن نتعبد الله بالأخلاق*
."**يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ"

*قاعدة يعقوبية قرآنية غاية الروعة والجلال والجمال التربوي ترسي لنا قاعدة تربوية فريدة. تقرر تلك القاعدة أن نتعامل مع أبنائنا بمداخل متنوعة وأبواب متفرقة ندخل عليهم من باب الإقناع تارة، ومن باب اللين تارة ثانية، ومن باب الحب تارة ثالثة، ومن باب الشدة المنضبطة رابعة ،ومن باب التغافل تارة خامسة، وهكذا يتنقل من باب لآخر ومن أسلوب لآخر ليجد الأسلوب الأمثل لمفتاح الابن وتوجهيه وكان للقرآن السبق التربوي فنزل على قلوب صدأة، وأفكار عفنة، وعقائد فاسدة ،فغير الخطاب القرآني المتنوع بمداخله التربوية ،وأساليبه المختلفة ،فجلى القوب الصدأة،وغيرالأفكار المنحرفة، وعدل العقائد الفاسدة بأساليبه الرائعة الفذة، ومداخله الثرية . من ترغيب إلى ترهيب إلى قصص إلى تأمل ... *

على المربي والقائد تنوع أسلوب الإدارة والفكر فالثبات بالأسلوب يعطي ثبات بالنتيجة ...من الأولى على الآباء والأمهات ممارسة تلك القاعدة اليعقوبية القرآنية في تعديل الاتجاهات والميول؟ لتتغير السلوكيات. لقد طرحنا قواعدنا التربوية القرآنية التربوية جانباً وأهرقنا الدواء أرضاً وجلسنا نبكي ونصرخ أين الطريق وكيف الطريق ؟

كالعيس في البيداء يقتلها الظما

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * والـماء فــوق ظـــهورها مــحمــول

وللحديث بقية النهضة اليوسفية (٣)*

*

بواسطة : زائر
 0  0  8.0K