*بنو سعد: حليمة منكم وأنتم منها!
أثار قرار هيئة السّياحة ، وما تلاه من تأييد الدارة نفي أيّ صلة تاريخيّة ،أوأثريّة تشير إلى أنّ حليمة السعديّة عاشت في القرى المسماة بقرى الذويبات والواقعة جنوب شرق الطائف - أثار حفيظة كثير من أبناء منطقة بني سعد ؛ ذلك أن نزع ما وقر في الجَنان ، وعَلِق بالأذهان ، وتناقلته الركبان ، حالا بعد حال ، وجيلا بعد جيل بالتواتر ، أبًا عن جدٍّ ، بأن قرى الذويبات هي قرى حليمة السعدية ، تجاوز مجرد رواية شفهية إلى هوية ذاتية ،اذ المكان جزء من كيان الإنسان ، وحُبب للناس مساقط رؤوسهم ..
كيف وقد ارتبط هذا المكان بسبب ونسب وصلة بأفضل الخلق محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وسلم)! والحقيقة إن المطلع على ما كتب في جريدة عكاظ من رئيس هيئة السياحة، يستنج أمرين مهمين هما بيت القصيد- في نظري-.. أحدهما: إن الهيئة لم تنفي نسبة حليمة السعدية لبني سعد بكر بن هوازن .
والآخر : إن الهيئة لم تنفي -أيضا-أن يكون مكان حليمة السعدية هو بني سعد ؛ إذ قرار الهيئة ، وتاييد الدارة له نفى العثور على أيّ دلائل أثرية ، أو نصوص تاريخية في هذا المكان ، بل إنه لم يرد في أيّ من المصادر التاريخية -حسب قولهم - اسم قرية باسم قرية حليمة السعدية، وإن ما ورد في المصادر يشير إلى أن بني سعد الذين استرضع فيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانوا يعيشون في البادية» ..وبناء على ذلك لا يمكن قبول الرواية المحليّة المنسوبة لأهل المنطقة.
*والتي مفادها أن هذا المكان المسمى بقرى الشوحطة في الذويبات وماحواه من أثار تنسب إلى حليمة السعدية . وفي المقابل أكد شيخ قبائل الذويبات في بني سعد عن وجود أدلة وإثباتات وحقائق تاريخية وأثرية ،تؤكد أن وادي «الشوحطة» والقرى الواقعة عليه هي المواقع الأصلية لقرى بني سعد التي تنتسب إليها السيدة حليمة السعدية -رضي الله عنها- نافيا صحة ما ذكرته هيئة السياحة من معلومات جاءت منافية للحقائق التاريخية والأثرية.. إذن لا تغضبوا بني سعد فشرف الانتساب إلى حليمة السعديّة باقٍ لم ينزع ، وحليمة منكم وأنتم منها..أما المكان الأصلي-مع تشبذكم بالرواية الشفهية - فهو أمر يحتاج إلى همم الرجال من أبناء المنطقة ، وغيرها من المنصفين ؛لأثباته : أثريًا أو تاريخيًا أو جغرافيًا..ونحن في انتظار ما يقدمه لنا الباحثون ، أوما يقدمه لنا شيخ قبيلة الذويبات من حقائق ؛ لأن الحُجّة لا تُقرع إلا بالحُجّة ، وذلك للوصول إلى الحقيقة !!
وأختم القول بأننا أبناء حليمة السعدية لازلنا نتمسك بالقاعدة الفقهية المسماة (استصحاب الأصل) وهو بقاء ما كان على ما كان عليه ..حتى يثبت رجحان غيره. أو ( الحكم بثبوت أمرٍ في الزمان الثاني بناء على أنه كان ثابتاً في الزمان الأول ).