بين جيلين...الشيخ والطفل
د.عبد القادر الجهني*
يسير الشيخ ومعه حفيده الصغير ، يتوكأ الجد على العصا ويمسك الصغير بيده الأخرى ، يمشيان بخطوات وئيدة عائدين إلى المنزل ، يفتح الباب ويصعدا الدرج ، ينطلق الطفل وحده ممسكا بالجدار يضع قدما على الدرجة ثم يلحقها الأخرى على نفس الدرجة وهكذا يستمر صاعدا وكذلك يفعل الشيخ ،ربما بنفس السرعة ، يصلان إلى الدور الأول يدخل الجد ويتبعه الحفيد ، الطعام جاهز ويبدآن الأكل ، كلاهما يتجنب الطعام القاسي ،كلاهما يجد صعوبة في المضغ، بل وكلاهما يسقط من يده الطعام أحيانا.
وكما يتعلم الصغير الكلام والحديث والمهارات من الكبار فكذلك يفعل الشيخ مستعينا بالصغار ليعلموه خاصة ما جد من تقنيات وأجهزة لم يألفها و أمور لم يعهدها.
كلاهما مرهف الإحساس قد تجرحه كلمة أو نظرة أو تصرف بسيط ويبقى أثره، كلاهما يبحث عن الاهتمام اللائق به وهو حق لهما بلا مراء.
يبدأ الانسان حياته ضعيفا يحتاج إلى رعاية ثم يتطور شيئا فشيئا ، يجلس في عمر ٦ أشهر تقريبا ويمشي عند عمر السنة و بعدها يصعد الدرج *حبوا ثم خطوتين في كل درجة ثم خطوة لكل درجة ثم يجري ويقفز وهكذا لكل سن مرحلة تطور مهمة يعرفها أطباء الأطفال وغيرهم من المختصين ولها عادة مجال يمتد عدة أشهر.
و تمضي الحياة بالانسان فيشتد عوده ويمضي شبابه ويعود بعدها شيئا فشيئا إلى مراحل نموه الأولى ويفقد من المهارات ما اكتسب تدريجيا بنسب مختلفة بين الناس.
والعناية بالصغير واجب تقوم به كل الأسر تقريبا ، ولكن العناية بالكبار لا يقوم به حق القيام إلا من وفقه الله ، والناس مجتهدون ومفرطون ، نسأل الله الثواب لمن اجتهد والعفو عن من قصر ولعله يتدارك الأمر قبل فوات الأوان والأيام دول ، وكما تدين تدان ،أحسن الله خاتمة الجميع .
*