أقول - طز - ثم طز
مصلح العتيبي
منذو أن سمعت كلمة( طز ) وأنا في حيرة من امري وأتعجب من إنزعاج ونفور الناس من هذه الكلمة ، وقد ارى ان البعض من الناس يتخاصموا أشد الخصومة ، مما قد ينتج عنه عراك شديد قد يؤدي للقتل بسبب كلمة ( طز ) هذه الكلمة لم تبرح من مخيلتي ولم تطير من تلافيخ عقلي .
وكنت أقول بيني وبين نفسي ماهي إلا كلمة مكونة من حرفين ومع ذلك فإنها تحدث من النفور والاشمئزاز والانفعال مالا تحدثه كثير من العبارات . وكنت أفكر وأسأل نفسي وابحث وأقرا *من أي مصدر جاءت وأي شرير اشتقها من اللغة أوأي شيطان علمها للناس .
وبقي السؤال عن ( طز ) عالقاً في ذاكرتي إلى أن عثرت على الإجابة ، فهي كلمة عادية جداً وضرورية ونافعة ولا أحد يستغني عنها ، والذين ينزعجون منها حقاً ، هم الذين يحرمون منها ، وتضطرهم أحوالهم الصحية أن يمتنعوا عنها ، ولا يستهلكونها .
لا تستغربون - إنها الملح ، نعم ( طز ) هي الملح الذي نضعه في طعامنا ، ولا نستسيغ الطعام إذا خلا منه .
والقصة كان رجال الجمارك أيام المماليك يفرضون ضرائب باهضة على كل السلع التي ترد إلى مصر ، باستثناء الملح الذي تم إعفاءه من الضرائب ، الامر الذي دفع التجار المصريين إلى التحايل على جبروت المماليك وتعسفهم ، فكان التجار إذا مروا من عند المفتشين الأتراك يقولون لهم ( طز - طز ) بزعم أن الاكياس المستوردة ليس بها سوى الملح أي ( طز ) فيسمح لها بالمرور دون ضرائب .
إذن لا تستهينوا بكلمة ( طز ) ولا تنزعجوا منها ، فهي ( الملح ) الذي يحلو به الطعام . ولكن شيئاً فشيئاً صار التجار يقولونها بهدف السخرية من المفتشين الأتراك ، وهكذا أصبحت هذه الكلمة تعني معنى سيئاً ، بينما هي في الأصل ليست إلا بمعنى ( الملح )
ختاماً- طز على من لا يعرف كلمة طز .