الأطفال والحوادث المنزلية

عندما يبدأ الطفل بالحبو والحركة يفرح الأهل و تغمرهم السعادة وتبدأ مرحلة جديدة ينتقل فيها من الطفل الساكن حتى يحرك إلى طفل لا يمكن التنبؤ بما يفعل خلال الدقائق القادمة و هنا تلجأ بعض العائلات وخصوصا الأمهات لوضع الطفل في ( المشاية) حتى تساعده على الحركة ،وفي نفس الوقت تتخلص من إزعاجه قليلا ولكن هناك مخاطر عديدة لهذه المشايات دفعت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وغيرها من الجهات الطبية إلى المطالبة بمنع تصنيع هذه المشايات نظرا لتعدد الحوادث وتزايد الإصابات وخاصة السقوط من السلالم مما ينتج عنه إصابات بالغة في الرأس وأحيانا الوفيات ، والاختناق بالستائر المعلقة نتيجة التفافه فيها ثم عدم قدرته على التخلص منها، و أيضا جذب الأشياء من فوق الطاولات ما ينتج عنه إصابات أو حروق وكذلك إمكانية دخوله أماكن لا يفضل دخوله لها مثل المطبخ أو غرف الغسيل وغيرها فلذلك يجب الحذر منها وعدم استخدامها.

ومرحلة الحبو وبداية المشي من أصعب المراحل على الطفل فهو في مرحلة يمكن تسميتها ( مرحلة المكنسة الكهربائية) لأنه يتناول كل شيء ويضعه في فمه وتعجب أحيانا من تمكنه من رؤية أشياء صغيرة قد لا ينتبه لها الكبار وقد تسبب له هذه الأشياء الاختناق لا قدر الله وتكثر فيهم العدوى نتيجة وضع أشياء ملوثة في أفواههم الصغيرة.

ومن المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال في هذه المرحلة الغرق في كميات صغيرة من الماء فهناك حوادث لغرق في ماء متجمع من المكيف في وعاء وقف الطفل فيه ثم حاول تسلقه فسقط داخله وغرق وانتبهت الأم لغيابه بعد فوات الأوان أو الغرق في البانيو أو أوعية الغسيل.

ومن المخاطر أيضا الحروق نتيجة المشروبات الحارة إما بأن يعترض من يحملها أو أن يسحبها من الإناء أو يسحب الإناء أو الإبريق بكامله وهي من الحوادث التي تتكرر يوميا مع الأسف فينبغي الحذر منها .

ومن الأخطار التي قد لا ينتبه لها بعض الأهالي أسلاك الأجهزة التي تبقى موصلة في الكهرباء بينما هي غير موصلة في الجهاز وكم تعرض أطفال لصعق وحروق نتيجة وضعها في أفواههم وقد رأيت قبل سنوات حالة لطفلة وضعت سلك المسجل في فمها مما نتج عنه حرق وسبب ( شفة أرنبية ) للطفلة.

المخاطر كثيرة هذه بعضها وللموضوع صلة في مقال قادم إن شاء الله.

المنزل واحة الأمان للأسرة والأطفال لكنه أيضا لا يخلو من مخاطر فينبغي الحذر وأخذ الأسباب والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين