متى يكتمل البناء؟
كنت اليوم مدعوا في مقر رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة لحضور حفل تكريم المشاركين في ملتقى الصحة والشباب. وانا هنا لا انتقد الحفل ولا برنامجه فقد كان رائعا بكل المقاييس، واهدافه سامية، فشكرا لمن اعد ورعي وشارك في نجاح الملتقى.
الا انني خرجت من الحفل وانا افكر بالصحة واركانها فوصلت الى قناعة ان هناك اربعة اركان للصحة وهي: صحة العقل صحة الابدان صحة المجتمع صحة البيئة المحيطة فالمجتمع الصحي الناجح يجب ان تتوفر فية جميع الاركان الاربعة والا تكون الصحة مبتورة. وعندما انظر الى المجتمع من حولي في زماننا هذا اجد ان هناك مجموعة من معاول الهدم تنخر في جسد الصحة وتجعله معتلا لا صحة فية ولا اتوقع ان يتعافى قريبا الا اذا اراد الله سبحانه وتعالى له الشفاء فسبحانه وتعالى وحده القادر على ذلك. اما الاسباب والمعاول التي تنخر في صحة مجتمعنا معروفة ونعلم بوجودها ولم ولن نتحرك بايقافها حتى يتهاوى المجتمع لا سمح الله.
واول تلك المعاول وهو ما يحفر في صحة العقل فهو تلك المعلومات المغلوطة والكاذبة والمحرفة المتدفقة في النت وغيرها والتي تصب في عقول ابنائنا فتشوش الافكار وتجعل منهم مسلوبي الاراده بلا تفكير يصدقوا ويؤمنوا بماقرأوا اواطلعوا عليه من معلومات. اما المعول الذي يدق في صحة الاجساد هو عبودية ابنائنا واستسلامهم لاجهزة التواصل الغبية والتي جعلت من ابنائنا متسمرين امام شاشات الجوال للعب او التواصل بمن نعرف وغيرهم فتبلدوا واصبحوا بلا فائدة ولا يحركهم الا الشديد القوي، فربوا الشحوم من عدم الحركة، فكبرت بطونهم واردافهم واصبحوا لا يقووا على الحراك مما زاد نسبة السمنة واصبحنا ننافس على اسمن شعب ان لم نكن حصلنا على المركز الاول.
اما صحة المجتمع فكيف يكون مجتمعنا صحيا ونحن نرى الشباب امام تلك الاجهزة هجروا المساجد واصبح تخلفهم عن الصلوات سمة لهم مع تخلفهم الفكري وفي تعلم اساسيات الدين والاخلاق الكريمة. اما الركن الرابع فهو صحة البيئة ومع شديد الاسف فالبيئة المحيطة بنا غير صحية وفيها من المتناقضات ما يدعوا للريبة. فاصبحنا ضحية للفتاوى المغلوطة او الافكار المتشدده، وأصبح شبابنا يدور في دوامة عاتية تتقاذفهم تياراتها كيفما اتفق.
اديب وكاتب سعودي- مكة المكرمة