المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

عقوق الدور الخامس

الدور الخامس بمستشفى الملك فهد *العام :

عالم مخيف*" غرف**مليئة بالقصص والعبر، داخلها *تقبع فئات من الناس أجبرتهم معاناة المرض واقعدتهم**بعد أن ضاق بهم محيطهم الخارجي من أسرة ومجتمع مخلفَّين وراءهم علامات استفهام وحكاياتٍ وقصصاً مريرة.

للأسف دخلنا *الى*بعضاً منهم واستنطقنا جروحهم ففاضت ألسنتهم بمرارات ومواقف .

* تقول**أحدا هن " تمنيت أن أجلس عند أحد أبنائي وأقيم عنده بدلا من إقامتي في هذه المستشفى الكبيره*لوحدي "، هكذا بدأة حديثها المسنة أم محمد الذي هجرها أولادها وذويها *وأصبحت حبيسة غرفة العناية بالمسنين *ومن يعانون الامراض العمرية على أقل تقدير.

للأسف قالت أم سعد*وحالها يمثل الكثيرات معها *في تلك الاروقة المخيفة * : من المؤلم جداً أن تفقد بر أبنائك الذين أفنيت عمرك في حبهم وخدمتهم وهم أحياء أمام ناظريك يثني عليهم بعض الناس المستفيدين منهم وهم لايعلمون عقوقهم لي، بل والله قد يمر العام تلو العام وأكبر أبنائي الذي يسكن في*نفس المدينة، لا يتصل بي ولا يسأل عني.

وتقول*احدى المسنات*التي شارفت على الثمانين* : والله لولا شرع الله وحكمته سبحانه لقلت انه أشد أيامي حزناً وكآبة ، فكل الناس تفرح *برؤية**ابنائهم من حولهم** أما أنا - وهنا تجهش *بالبكاء- وتتمتم بصوت لا أكاد أسمعه " لي الله هو رفيق وحدتي وأنيس وحشتي".

قصص أمثال هذه المسنة*متشابهة تفوح منها رائحة نتنه *ألا وهي " رائحة *العقوق " *تروى لنا احدى الاخوات وهي مرافقة مع والدتها المسنة**"80" سنة، قصتة إحدى المسنات مع العقوق *. حيث بلغت من العمر عتيا ومضى على وجودها في المستشفى أكثر من عشر سنوات ولم يزرها أبنائها أو إخوانها ! *

قصص وحكايا *يندى لها الجبين *فللاسف لا تنبىء بأننا نعي *ما أمر به الله *ولا نتبع دين الاسلام في شىء ؟!

لو تأملنا قليلا في الآية الكريمة(وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) لعرفنا معناها حرفاً حرفاً ولكن من يعتبر ؟ كثير منا يقرأ ويشاهد في السنوات الأخيرة كثيراً من العقوق للوالدين ،فمنهم من يضعهم في دار للعجزة إرضاء لزوجته أو ترضي هي زوجها، وكثيرون قد يهمل والديه على أسرة المستشفيات كما هو الحال عليه الأن حتى يموتوا من قهرهم على ما أصابهم من أولادهم، والبعض يعامل أهله بقسوة ودون رحمة.

أين الشباب من هذا الحديث :ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده"، فكل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإنه يعجل لصاحبه في الحياة قبل الممات.

* في الماضي كنا نرى احترام وبر الوالدين والتعامل معهما بأسلوب محترم وراقٍ، وكان العقوق يعتبر شاذاً أما اليوم نسمع ونقرأ عن كثرة قصص العقوق وبشكل عادي إلا من رحم الله.

الحقيقة لاحظت عند زيارة مستشفى الملك فهد بجدة**حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله في الاهتمام بالمرضا *من المسنين وتوفير سبل الراحة لهم، فجزى الله حكومتنا والقائمين على خدمتهم*خير الجزاء.

ولكن *للاسف لحظة حنان ومحبة والفة تغني عن كل تلك العناية *الفائقة *فالمسنات *والمسنين يحتاجون الرعاية *الاسرية *ولقاء أحبابهم *الذين تخلوا عنهم للأسف

بواسطة :
 0  0  9.3K