السعودية: دولة تعرف متى تصبر، ومتى تُنهي العبث. رسالة إلى العابثين
ما جرى في اليمن تجاوزٌ صريحٌ للأعراف، وتعدٍّ واضحٌ على القوانين الدولية التي أُقِرّت لصون الممرات، وحماية السيادة، ومنع العبث بأمن الدول واستقرار الشعوب. وقد تعاملت المملكة العربية السعودية مع ذلك بميزان الدولة لا بردّة الفعل، وبحكمة القانون لا بفوضى الانفعال، فكان موقفها منضبطًا، وقرارها محسوبًا، ورسالتها واضحة لا لبس فيها.
غير أن من يظن أن العبث مع السعودية أمرٌ هين، أو أن اختبار صبرها طريقٌ مأمون، يجهل طبيعة هذه الدولة، ويغفل عن حقيقةٍ راسخة: أن في قيادتها رجلًا اسمه الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ رجل دولةٍ لا يُستفَز، وحاكم إذا صبر علِم، وإذا قرر حسم. مع الملك سلمان تُنسى وساوس الشيطان، وتذوب أوهام المغامرين، لأن القرارات عنده لا تُبنى على نزوة، بل على تاريخ من الحزم، وبصيرةٍ تعرف متى تمسك بزمام الصبر، ومتى تغلق باب العبث إلى الأبد.
وهذه رسالة للعابثين: “لسنا للحرب محبين أو نسعى لأن نكون مخربين، فديننا شريعة حنفية، وأخلاقنا عربية، وقراراتنا تخضع لها القوانين الدولية.
شيوخنا دعاة سلام، صغارنا تخرُّ لهم الجبابرة العظام، نساؤنا فرحات بشهيد الحرب في الإسلام.
فإن كشفت الحرب عن ساق، فنحن نجتثّ الكافرين والفساق.
وسائلنا حاضرة، وأعيننا ثاقبة ناظرة، اعلموا أن طائراتنا شواهين سماوية، وعرباتنا نمور برية، وصواريخنا دقيقة قوية، وبنادقنا صناعة بلجيكية، جنودنا أسود ميدان، ذكرهم يملأ الزمان والمكان.
لا نعبأ بتهديد ووعيد، ولا يقطع قلوبنا شديد، نبغض الدنايا لا نفرّ من المنايا، دروعنا قيمنا، وجواشننا صدورنا، مبادئنا
قوتنا، لا تربكنا الحملات ولا ترجف بنا الويلات، نحن دولة صقلتها القواصف، واعتادت أن تخرج من كل منعطف عاصف.
لسنا دولة استعراض، بل دولة تجعل العدو عنا في إعراض . السيادة عندنا أصلٌ لا يُساوَم، والعبث معنا لا يُقاوَم.
فإن قررنا لا نرفع الصوت ولن ينفع معه الندم بعد فوت، عزمنا قاضٍ، وفعلنا ماضٍ.
إن خالفنا فبميزان الحق، وإن ضربنا فذلك أمرٌ مستحق.
نستمدّ القوة من العزيز العظيم، فلا يُخيفنا تخويف ولكان جسيم، ولا يُقلقنا أي تضخيم.”
فاعتبروا بمن كان قبلكم صدام حسين حيث قال: السعودية جمعت العالم لي، ومن ثم جمعته عليه.
فليُدرك من يهمّه الأمر: السعودية لا تُستفَز، ولا تُختبَر، ولا يُعبَث معها. هذه دولة إذا صبرت علِمت، وإذا قرّرت حسمت..