المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
السبت 27 ديسمبر 2025
عزه الفايدي
عزه الفايدي
عزه الفايدي

حينما غاب أبي


حينما غاب أبي لم أفقده فقط بل فقدت تلك الكلمة التي كانت تطمئن قلبي وسط الفوضى
«والله لأقول لأبوي».
كلمة صغيرة لكنها كانت سورًا كانت أمانًا كانت يقينًا بأن هناك من سيقف مهما كان الثمن.
بعد غيابه صار الظلم أثقل ليس لأنه ازداد بل لأنه وجد فراغًا لم تعد هناك تلك المسافة التي كان الناس يحسبون لها حسابًا اكتشفت أن بعض الحقوق لا تُحترم لعدالتها بل لوجود من يحميها.
افتقدت أبي في تفاصيل لا تُرى في لحظة القهر في انكسار الصوت في رعشة القلب حين يُظلم الإنسان ولا يجد إلا الصمت ملجأ.
افتقدته حين تمنيت أن أرفع الهاتف أن أقول اسمه فقط فيرتدع الكثير دون شرح
حينما غاب أبي تعلّمت أن أبتلع وجعي وحدي وأن أرفع شكواي إلى السماء لا إلى البشر.
تعلّمت أن الله هو الظهر حين يغيب الظهر وهو النصير حين تخذل الأرض.
قد يظن الظالم أن الغياب نسيان وأن الصبر ضعف لكنه لا يعلم أن هناك يومًا تُقال فيه كل الشكاوى دفعة واحدة دون خوف ودون بكاء مكبوت. يوم يلتقي فيه الخصوم ويُرد فيه الحق كاملًا غير منقوص
غاب أبي…
وغابت معه «والله لأقول لأبوي»،
لكن بقيت «حسبي الله»،
وهي الكلمة التي لا تخذل أبدًا.
خاطره في نفسي أردت لقلمي ان يترجمها
اللهم ارحم جميع الأباء الأحياء منهم والأموات
بواسطة : عزه الفايدي
 0  0  992