جبر الخواطر … فن إنساني لا يُرى

بينما أسير بين السيارات واشاهد المنازل يراودني يقين لا يفارقني:

أن لكل بيتٍ حكاية ولكل إنسانٍ همًّا لا يعلمه إلا الله.
نمرّ ببعضنا سريعًا، نلتقي دون أن نعرف ما الذي يكسره أو يقوّيه في الداخل.

البيوت التي تبدو ساكنة تخفي خلف جدرانها قصص صبر وأوجاع فقد وأمنيات مؤجلة.

والسيارات المزدحمة في الطرقات ليست مجرد وسائل نقل بل تحمل أرواحًا تسابق الحياة وقلوبًا مثقلة بأعباء لا تُقال
في هذا الزحام يغيب عنا أبسط القيم الإنسانية:

جبر الخواطر.
ذلك الفعل الصغير الذي قد يكون كلمة طيبة نظرة احترام أو صمتًا لا يجرح.

نجهل كم من شخصٍ ينتظر جبرًا بسيطًا ليواصل يومه وكم من قلبٍ كاد أن ينكسر لولا لطفٍ عابر.

جبر الخواطر لا يحتاج إلى مال ولا جهد بل إلى إنسان يشعر بالآخرين ويُحسن الظن ويتأنّى في الحكم.

فما نراه ليس كل الحقيقة وما نسمعه ليس كامل القصة.
لعلنا إن جعلنا جبر الخواطر نهجًا في تعاملنا خفّفنا عن أنفسنا وعن غيرنا ثقل هذه الحياة.

ففي عالمٍ مزدحم بالضجيج يبقى الجبر الخفي أعظم أثرًا… لأن الله يجبر بخاطر من يجبر خواطر عباده.