تنظيم يُحتذى به في معرض جدة الدولي للكتاب
في جولتي بين أروقة معرض جدة الدولي للكتاب هذا العام، بدت الثقافة وهي تمشي بثقة، لا بوصفها كتبًا على رفوف، بل تجربة متكاملة صُمّمت بعناية لتلامس القارئ والكاتب والزائر على حدّ سواء. تنظيمٌ هادئ، مسارات واضحة، وفضاءات رحبة أتاحت للكتاب أن يكون بطل المشهد دون ازدحام أو ارتباك.
ويبرز هنا الدور المحوري لـ هيئة الأدب والنشر والترجمة، التي واصلت كعادتها تقديم نموذج احترافي في إدارة المعارض الثقافية، جامعًا بين الدقة التنظيمية والرؤية الثقافية العميقة. لم يكن المعرض مجرد منصة للبيع والتوقيع، بل مساحة حيوية للحوار، والاكتشاف، والتفاعل مع صناعة النشر والترجمة محليًا ودوليًا.
الاهتمام بالتفاصيل، وتنوّع الفعاليات، وحضور دور النشر العربية والعالمية، عكس حرص الهيئة على بناء معرض يليق بمكانة جدة الثقافية، ويؤكد أن الكتاب ما زال في قلب المشهد، مهما تغيّرت الوسائط.
هكذا خرج المعرض هذا العام بصورة أنيقة ومُلهمة، تؤكد أن التنظيم المبدع ليس عنصرًا ثانويًا، بل جزء أصيل من صناعة الثقافة، ورسالة واضحة بأن الكتاب حين يُحتفى به جيدا ليصل أبعد لترسيخ قيمته بوصفه تجربة لا مجرد منتج