التمثيل لا يصنع قممًا بل يؤجّل السقوط المدوي!
بعض الناس يبنون حياتهم على الكذب والتملّق لتحقيق مصالحهم والوهية ويظنون أن هذا الطريق سيضمن لهم النجاح والاستمرار.
ففي الحقيقة والواقع مع الوقت يصبح الكذب أسلوب حياة وتتغير المواقف حسب المصلحة.
نعم فقد ينجح هذا الأسلوب لفترة قصيرة وإن طالت لكنه لا يدوم فمع أول تغير في الظروف وبريق المصالح الواهية تنكشف الحقيقة ويظهر الفرق بين من عاش بصدق ومن اعتمد على الزيف.
ومن هذا المُنطلق فهناك أشخاص لا يبنون حياتهم على الصدق أو المبدأ بل على كذبةٍ مُتقنة يلمّعونها كل صباح ويبدّلون نبرتها حسب المقام.
إنهم محترفو تمثيل لا يحتاجون إلى مسرح فكل مجلس له خشبة وكل وجه له دور وكل موقف له فرصة جديدة للتمايل مع الريح.
فتراه اليوم بطلاً في قصة لم يكتبها وغدًا ضحية في حكاية لم يعشها، وبعد الغد صديقًا حميمًا لعدوّ الأمس بلا ثوابت وبلا ملامح سوى تلك المهارة المذهلة في التملّق حين يلزم ! والإنكار حين يُسأل.
يعيش هذا النموذج مقتنعًا أنه في القمة والحقيقة أنه لم يصعد ولن يصعد بل صُفِّق له وهو واقف في المكان نفسه وكل تصفيق كان يضيف قناعًا جديدًا لا قيمةً حقيقية.
المضحك المبكي أن صاحبنا يظنّ نفسه ذكيًا يرى الجميع سُذّجًا ويحسب أن الكذب المتقن ذكاء!
وفي الواقع لا يدرك أن الذكاء الحقيقي هو أن يكون قادرًا على النظر في المرآة دون أن يرتجف.!؟
والمحك الرئيسي حينما تأتي العاصفة!! فلا تحتاج أن تكون إعصارًا أحيانًا بل مجرد نسمة صدق والتي تتساقط أمامها الأقنعة كأوراق الخريف وينكشف البناء الهش الذي شُيّد من مجاملات رخيصة وشهادات زور.
عندها لا ينهار المنصب فقط بل سينهار صاحبه من الداخل وسيكتشف متأخرًا أنه قضى عمره يمثّل ولم يعش يومًا واحدًا بصدق!
أن من عاش كحشرة في الظل وقد ظنّ نفسه نسرًا في السماء سيسقط ولن يسمع له أحد صوتًا.!!
ومن يبني مجده على الكذب لن يحتاج إلى عدو فالصٍدق سيمر عليه وسيغرقه دون عناء في لحظات..!!
وسيظل أسيراً لتاريخه المُعتم والله شديد العقاب في الدنيا والأخرة ولن يفلت من عذابات نفسه ووحدته القاتلة المقبلة!!
وعجبي