قلوب تُستغل وعلاقات بلا وفاء
في زمن تتسارع فيه العلاقات وتزدحم فيه الوجوه أصبح البعض يتعامل مع قلوب الآخرين كما لو كانت مستشفى طوارئ يلجأ إليها عند الألم ويغادرها فور أن تهدأ أوجاعه
هذا النمط من العلاقات لم يعد مجرد موقف عابر بل أصبح ظاهرة متكررة تحتاج إلى وقفة تأمل وإعادة نظر
إن القلب الذي يعطي بلا حدود ويستقبل الآخرين بأمان وصدق يستحق أن يُصان لا أن يستنزف فالمشاعر ليست خدمة مؤقتة ولا مساحة إسعاف تفتح عند الحاجة وتعلق عند الاكتفاء
القيمة الحقيقية للعلاقة تكمن في من يبقى في وقت الرخاء كما يبقى في وقت الشدة في من يحضر بدافع الوفاء لا بدافع الفراغ
وعلى المجتمع أن يتبنى ثقافة الامتنان وأن يعيد الاعتبار للقلوب الصادقة التي أعطت أكثر مما أخذت فليس من الإنصاف أن تُستغل طيبة الإنسان كأنها وظيفة مؤقتة في حياة الآخرين
واخر كلامي اقول
ومن الحكمة أن يعرف المرء حدوده أحسن وامنح وكن كريمًا لكن لا تجعل قلبك مكانًا يرتاده العابرون عند الألم ثم يغادرونه بلا أثر
لا تجعل القلب ملجأ لللي يجي ويروح
بعض البشر ما يحفظ الطيب ولا قدره
ارفع مقامك عن وجيهٍ تبيع وتنوح
والوفي لو طالت أيامك يبقى بجرك وفدره