الأعمال أبلغ من الأقوال
في ضجيج هذا الوقت حيث تتزاحم الكلمات وتكثر الوعود يظل الفعل هو الصوت الأكثر صدقًا وتبقى الأعمال أبلغ من كل الأقوال فليس كل من امتلك البيان امتلك القدرة على الإنجاز وليس كل من أجاد الحديث أحسن الفعل.
نلتقي أحيانًا بأشخاص يجيدون رسم المشهد بالكلمات ويصنعون من الخطاب وعدًا ومن الوعد أملًا لكنهم عند ساعة العمل يتوارون وعند لحظة الاختبار يتراجعون.
حديثهم دافئ، لكن أثره بارد لأن القول إذا انفصل عن الفعل أصبح مجرد صدى لا حياة فيه.
وكثيرًا ما يكون هذا العجز انعكاسًا لحقيقة عميقة: فاقد الشيء لا يستطيع أن يمنحه.
وعلى الضفة الأخرى يقف أولئك الذين لا يتكئون على الكلام ولا يتصدرون المنابر ولا يطلبون التصفيق يعملون في صمت ويتركون للأثر أن يتحدث عنهم.
لا يُكثرون الوعود لكنهم حين يعدون يوفون وحين يُكلفون يُنجزون وحين يُقاس الأثر تُرفع القبعات احترامًا.
أفعالهم تسير أمامهم ونتائجهم تصل قبل كلماتهم.
في عالم القيادة لا يُقاس القائد بطول خطبه بل بعمق أثره.
فكم من قائدٍ ألهم فريقه لأنه كان أول من يحضر وآخر من يغادر وأول من يتحمل المسؤولية قبل أن يوزعها.
قائد لا يطلب الانضباط بل يمارسه ولا يدعو إلى الالتزام بل يجسده في سلوكه اليومي فيصبح قدوة قبل أن يكون مديرًا.
وفي نهاية المطاف تبقى الحقيقة ثابتة لا تتغير:
القيمة الحقيقية للإنسان لا تُقاس بما يقول بل بما يفعل ولا بما يعد بل بما يحقق.