المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
الثلاثاء 30 ديسمبر 2025
علي الخليفة
علي الخليفة
علي الخليفة

وراء كل رجل عظيم أمراه ..موضي بنت سلطان الكثيري مثالا !


حينما تسير في أزقه حي الطريف بالدرعيه القديمه و تعود بك الذاكره للوراء ٣٠٠ عام و تستذكر قصص الماضي و أهله يستوقفك مواقف العظماء ممن سجلو لهم بصمه في سجلات الفخر و لوائح الشرف.نعود بالذاكره إلى الوراء و نقف مع بعض تلك الشخصيات التي صنعت لها تاريخ و ذلك من باب أعطاء كل ذي حق حقه بما قدم من تضحيات أو ساهم في خدمات لوطننا الغالي، لذا كان لابد من الاشاده في دور سيده المجتمع الاولى في زمانها آنذاك موضي الكثيري.. فمن هي موضي و ماقصه سباله موضي الملهمه لنا خصوصا في زمن ندرت فيه القدوه الصالحه.
تعتبر موضي بنت سلطان بن وهطان الكثيري أول أمراه سعوديه أفصح التاريخ المعاصر عن أسمها رسميا في أمهات الكتب و ذلك بفضل دورها التاريخي النبيل في نشأه هذه البلاد حماها الله. كان الوضع السائد في نجد قبيل إعلان نشأه الدوله السعوديه الاولى يعاني من كل جانب..فواقع الحال ثمه قبائل متناحره و فقر مدقع و آمن مفقود..حتى سخر الله لها من أعاد تشكيلها و وحد صفها مع تولي الامام محمد بن سعود أماره الدرعيه في ١١٣٩هـ و هو تاريخ إعلان تاسيس الدوله السعوديه الاولى و فيه بدات الدرعيه يعلو عمارها و تنمو زراعتها كونها واحه يزرع فيها مايسد بعض الجوع في زمن عم فيه الخوف والجهل والمجاعه. لقد ظهرت توجهات الامام محمد بن سعود حينها لتكوين وحده للمجتمع و كيان لعامه الناس ووقف التناحر بين القبائل و أستتاب الامن و بدء الامام في تشجيع أصلاح الارض و تنميتها و بدء الناس في زراعه تلك الواحات طلبا للعيش و سعيا للاستقرار و لكن..تبقى الظروف المعيشيه وقتها أصعب من أن تسمح للناس في الائتلاف تحت لواء رجل واحد فالكل يسعى وراء قوت يومه في ظل شح الموارد و أنتشار البدع و هيمنه الدوله العثمانيه الطاغيه في بعض أرجاء العالم. أدرك الامام محمد بن سعود حاجته إلى ما يوحد للناس أفئدتهم و يصحح عقيدتهم كما هي الحاجه إلى ما يسد جوعهم. كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب آنذاك قد أنتقل من العيينه إلى الدرعيه بعد أن ضيق الخناق عليه أبن عريعر المنحاز للعثمانيين و هو ما دعى (ممثله في العيينه آنذاك عثمان بن معمر) إلى طلبه من الشيخ محمد بن عبدالوهاب الخروج من العيينه فنتقل إلى الدرعيه على الرغم من كون أبن معمر قد أيد دعواته في بدايه الأمر. سكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لدى أحد طلابه في الدرعيه و هو أبن سويلم و الذي كان قد أوصل دعوى الشيخ و أمتدحه أمام الأمراء مشاري و ثنيان أخوان الامام محمد بن سعود حتى وصلت تلك الدعوه إلى زوجه الامام محمد تلك المراه التقيه (موضي الكثيري) و التي أقتنعت من دعواه و قوه تاثيره حيث عرف عنها قوه العقيده و حب العلم و سداد الرأي فرأت أن في ذلك ما يخدم وضع الامام محمد بن سعود و يقوى موقفه بين العوام و يوحد كلمتهم و قالت لزوجها الامام محمد بن سعود أن الله قد ساق اليك غنيمه فأغتنم ماخصك الله به من تبني دعوه الشيخ محمد بن عبدالوهاب و أصرت عليه بتأييد دعواته و أنها السبيل ليلتم الناس خلفه و يكون له الكلمه في مجتمع يفتقد الكثير من المقومات و يسود فيه الضلال. وبعد أن أقتنع من كلامها أوعز لطلب الشيخ محمد للحضور و لكنها أقترحت عليه ان يذهب بنفسه لمقابلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب و الترحيب فيه في الدرعيه فذهب له و بعد أن أستمع إليه قال له كلمته المشهوره (أبشر ببلاد خير من بلادك و بالعز و المنعه) فرد عليه الشيخ محمد بن عبدالوهاب وقال "وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة لا إله إلا ﷲ من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم وآخرهم" فتم بينهم ما يعرف بأتفاق الدرعيه و كانت الظروف مؤاتيه لان يكون الاتفاق هو نقطه الانطلاق نحو تكوين الدوله. يقول المؤرخ عثمان أبن بشر في ذلك (فانه لولا تدخل موضي لدى زوجها الامام لربما أمتنع الأمير عن إجابه الشيخ إلى طلبه). أنتهى كلامه. و لو لم يكن لموضي غير هذا الانجاز لكفاها. بدات هذه الدوله الفتيه تتشكل و تتوسع في ظل تلك الظروف حتى مرت بلدنا في مرحله الدوله السعوديه الاولى و الثانيه و حتى أستتاب الامن في الدوله السعوديه الثالثه بعد ما مرت بعده مراحل تاريخيه صعبه حتى تم توحيدها في ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢ لذلك كان لموقف تلك المرأه الصالحه مع زوجها ذلك الحين بالغ الأثر في أستقرار البلاد و لقد أستمرت في دعم العلم و طلابه حتى سخرت أحد أملاكها( مقر سبيل ) لاستقبال طلاب العلم و نشره بين الناس و سميت ب(سباله موضي) نسأل الله أن قبولها كصدقه جاريه و علم ينتفع به حتى يوم يبعثون و هنا نقول وراء كل رجل عظيم امراه فرحم الله أولئك الرجال و رحم الله موضي الكثيري رحمه واسعه.
بواسطة : علي الخليفة
 0  0  7.8K