المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
الإثنين 24 نوفمبر 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

المقارنة بالآخرين.... مرض يسرق طمأنينتك:


في زمن التواصل السريع أصبحت حياة الآخرين أمامنا بكل تفاصيلها نراها في الصور والمنشورات والقصص اليومية .
حتى كأننا نعيش معهم لحظة بلحظة.
ومع هذا التدفق الهائل من المقاطع واللقطات المنتقاة بعناية بدأ كثير من الناس يقعون في فخ المقارنة: لماذا أنا هكذا؟
ولماذا فلان يملك كذا؟
ولماذا لا أعيش مثلهم؟

المقارنة ليست مجرد تساؤل عابر بل هي مرض نفسي واجتماعي خطير يبدأ بهدوء ثم يتسلل إلى أعماق النفس فيسلبها الرضا، ويزرع فيها مشاعر النقص والإحباط.
فالمقارنة تُخفي الحقائق؛ إذ لا أحد يُظهر كل ما في حياته وما تراه من جمال في حياة غيرك قد يخفي تعبًا أو خسارة، أو ألمًا لا يظهر للعيون.

الإنسان حين يقارن نفسه بغيره يغفل عن نعمٍ كثيرة وهبها الله له وربما هي أعظم مما عند من يقارن نفسه به.
فالتفاوت سنّة إلهية والاختبار الحقيقي ليس فيما نملك بل في كيف نُحسن استثماره ونرضى به.

المقارنة أيضًا تُضعف الدافعية؛ فبدل أن يسعى الإنسان لتطوير ذاته وفق قدراته ينشغل بتقليد غيره فيفقد تميزه الخاص وتضيع بصمته الفريدة.
النجاح الحقيقي لا يُقاس بمقاييس الآخرين بل بقدرتك على أن تكون اليوم أفضل مما كنت عليه بالأمس.

إن أجمل ما يفعله المرء لنفسه هو أن يتصالح مع واقعه ويشكر الله على ما لديه ويعمل بصمت ليطور ذاته دون أن يلتفت لما عند غيره. فالسعادة ليست في المقارنة بل في القناعة والطمأنينة لا تُشترى بما عند الآخرين بل تُزرع في القلب حين ترضى بما قسمه الله لك.

المقارنة الدائمة مرضٌ يسرق طمأنينتك ويفقدك متعة حياتك…
قارن نفسك بنفسك فقط فذلك طريقك الحقيقي للنضج والسعادة.
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  1.2K